وكالة الأنباء العراقية المستقلة متابعة ,, 

أعلنت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" المتطرفة، المرتبطة بتنظيم القاعدة، يوم الاثنين، السيطرة على مدينة جيبو، عاصمة إقليمية في شمال بوركينا فاسو، في واحدة من أعنف الهجمات التي تواجهها البلاد منذ أشهر.

ووفقاً لمصادر أمنية، فقد اجتاح مئات المسلحين المدينة واستهدفوا قاعدة عسكرية، وسط اتهامات لهم بإعدام مدنيين يشتبه بعلاقتهم بالميليشيات الموالية للحكومة.

الهجوم، الذي وقع في 15 أيار/ مايو الجاري، خلّف أكثر من 100 ضحية، وفق شهادات محلية، بينما ادعت الجماعة مقتل 200 جندي بوركيني في المعركة.

ولم يكن هذا الهجوم معزولًا، بل تزامن مع سلسلة ضربات منسقة طالت ما لا يقل عن ثمانية مواقع أخرى، أحدها أسفر عن مقتل 60 جنديًا، ما يجعل الأسبوع الماضي من أكثر الفترات دموية منذ مجزرة بارسالوغو في أغسطس 2024.

ووقعت الهجمات الأخيرة في مناطق يتداخل فيها نفوذ "نصرة الإسلام" مع "كتيبة ماسينا"، وهي مجموعة أخرى تنشط في مالي وبوركينا فاسو.

وبحسب مصادر استخباراتية، بدأت ماسينا باستخدام طائرات دون طيار لتنفيذ هجمات دقيقة ضد مواقع الجيش البوركيني، ما يمثل نقلة خطيرة في تكتيكات الجماعات المتطرفة بالمنطقة.

وأشارت التقارير، إلى أن جهود مالي لعقد اتفاقات وقف إطلاق نار مع بعض قادة كتيبة ماسينا في وسط البلاد ساهمت في تخفيف الضغط العسكري هناك، لكن يبدو أن هذه الموارد أعيد توجيهها لشن هجمات أكثر شراسة على الأراضي البوركينية.

في المقابل، يجد المجلس العسكري الحاكم في واغادوغو نفسه في موقف حرج، فبعد فشله في صد التمرد المسلح، لجأ إلى موسكو لتعزيز موقعه، وهو ما أكده المحلل الروسي دينيس كوركودينوف، الذي أشار إلى أن روسيا تسعى لتوسيع نفوذها في البلاد مقابل الدعم العسكري، بما في ذلك الحصول على عقود طاقة جديدة.

وعاد الرئيس الانتقالي إبراهيم تراوري، الذي وصل إلى السلطة إثر انقلاب عسكري عام 2022، مؤخراً من زيارة إلى موسكو التقى خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بينما حذّرت تقارير استخبارية غربية من مؤامرات انقلابية داخل وحدات النخبة العسكرية في بوركينا فاسو.

في سياق متصل، حذّر "معهد الحرب الأمريكي" من خطر انهيار السلطة المركزية، مع تزايد الاعتماد على شركاء دوليين مثل روسيا وإيران، في وقت تواصل فيه الجماعات المسلحة توسيع رقعتها الجغرافية وتنويع أساليبها القتالية.