وكالة الأنباء العراقية المستقلة متابعة ,, 

كشف مصدر إيراني رفيع في وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الثلاثاء أن بلاده تلقت عبر سلطنة عمان موعدًا لعقد الجولة الخامسة من المفاوضات النووية غير المباشرة مع الولايات المتحدة خلال اليومين الماضيين، مؤكدًا أن "إيران رفضت عقد هذه الجولة".

وقال المصدر في حديثه لـ"بغداد اليوم"، إن التصريحات الأخيرة الصادرة عن المسؤولين الأمريكيين كانت "فارغة من المضمون" ولا تستند إلى أي منطق سياسي، معتبرًا أنها السبب في تعثر مسار المفاوضات بين طهران وواشنطن.

وأضاف: "لقد تسلمت الجمهورية الإسلامية عبر سلطنة عمان رسالة عن موعد عقد الجولة الخامسة من المفاوضات النووية في العاصمة الإيطالية روما على أن تكون السبت المقبل، لكن طهران لم توافق على هذا المقترح، لأننا لا نزال ندرس الوضع الراهن بعناية".

وشبّه المسؤول الإيراني "الأجواء المحيطة بالمفاوضات بأنها تحولت إلى ساحة معركة وصراع سياسي حقيقي، وليس مجرد محادثات دبلوماسية".

وتابع: "إن المرشد الأعلى علي خامنئي عبّر بوضوح عن موقف الجمهورية الإسلامية تجاه التصريحات الأمريكية غير المسؤولة"، مؤكدًا أن "ما شهدناه خلال الأيام الماضية من مواقف أمريكية غير عقلانية ألقى بظلاله السلبية على مسار التفاوض"، مبينًا "نأمل أن يعود الجانب الأمريكي إلى العقلانية قريبًا، وأن يدرك أن التصعيد اللفظي لا يخدم أي مسار تفاوضي".

وتأتي هذه التصريحات وسط توتر متصاعد في أجواء التفاوض غير المباشر بين إيران والولايات المتحدة بشأن الملف النووي، في ظل استمرار الخلاف حول ملفات أساسية، أبرزها تخصيب اليورانيوم والعقوبات الأمريكية.

وفي سياق متصل، أعلن وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاجاني، استعداد بلاده لاستضافة جولة جديدة من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، مؤكدًا متابعة روما الدقيقة لمسار هذه المحادثات.

وقال تاجاني: "نتابع تطورات المفاوضات بين إيران وأمريكا عن كثب، ونؤمن بأن الملف النووي الإيراني يجب أن يُحل من خلال الحوار والدبلوماسية".

وأضاف: "نعلن عن جاهزيتنا مجددًا لاستضافة المفاوضات في العاصمة روما، إذا ما قررت الأطراف المعنية استئناف المحادثات".

وفي أول مراسم لإحياء الذكرى السنوية لوفاة الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي، قال المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، إن المفاوضات غير المباشرة التي جرت خلال فترة رئاسة رئيسي "لم تثمر عن نتيجة"، مضيفًا: "والآن أيضًا لا نظن أنها ستؤدي إلى شيء، ولا نعلم إلى أين ستصل".

وفي رسالة شديدة اللهجة إلى واشنطن، وجّه خامنئي انتقادات مباشرة للخطاب الأمريكي قائلًا: "على الأمريكيين أن يتوقفوا عن التفاهات. قولهم بأنهم لن يسمحوا لإيران بالتخصيب كلام فارغ وخطأ جسيم. الجمهورية الإسلامية لا تنتظر إذن أحد، وسأوضح للشعب لماذا يصرون على مسألة التخصيب بهذا الشكل".