َوكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
بقلم: فريد هلال ,,
لَا تَقُلْ: "هَذَا
تَحَدٍّ"،
إِنْ لَمْ تَكُنْ قَدْ عَبَرْتَ
النَّارَ وَحِيدًا،
وَضَيَّعْتَ طَرِيقَ الرُّجُوعِ…
وَصَمَتَّ طَوِيلًا وَفِي حَلْقِكَ
صُرَاخٌ.
لَا تُرَدِّدِ الكَلِمَةَ،
إِنْ لَمْ تَكُنْ قَدْ رَأَيْتَ الخَذْلانَ
فِي أَعْيُنِ القَرِيبِ،
وَتَكَوَّمْتَ فِي زَاوِيَةٍ تُخَاطِبُ
الجميع،
وَتَسْأَلُهُم: "أَنَا أَمْ
أَنْتَم تَعْلَمُ إِنِّي مَا اسْتَسْلَمْتُ؟"
التَّحَدِّي…
لَيْسَ أَنْ تَصْرُخَ فِي وَجْهِ
العَالَمِ،
بَلْ أَنْ تَمْضِي… وَقَدْ سَقَطَ
مِنْكَ كُلُّ شَيْءٍ،
إِلَّا رُوحُكَ الَّتِي أَبَتْ أَنْ
تَمُوتَ.
التَّحَدِّي…
هُوَ أَنْ تَسِيرَ وَقَدْ تَخَلَّفَ
عَنْكَ الكُلُّ،
أَنْ تَبْنِي لِنَفْسِكَ طَرِيقًا… فِي
صَحْرَاءَ لَا مَعَالِمَ فِيهَا،
وَتَسْقِي نَبْتَكَ مِنْ عَرَقِكَ
وَوَجَعِك.
التَّحَدِّي…
هُوَ أَنْ تَحْمِلَ جُرْحَك كَسِرٍّ،
تَضُمُّهُ فِي صَدْرِكَ…
وَلَا تَسْأَلُ لِمَاذَا طُعِنْتَ.
التَّحَدِّي…
هُوَ أَنْ تَقُولَ: "لَا"،
وَكُلُّ مَنْ حَوْلَكَ يُصَفِّقُ لِـ
"نَعَم".
أَنْ تَصْطَبِرَ، وَأَنْتَ تَرَى
الأَكْذُوبَةَ تُكْرَمُ،
وَالْحَقَّ… يُقْتَلُ وَيُدْفَنُ فِي
خُفْيَةٍ.
التَّحَدِّي…
لَا يَعْرِفُهُ مَنْ لَمْ يُمْتَحَن،
وَلَا يَعْرِفُهُ مَنْ لَمْ يُخْذَل،
وَلَا يَصِلُ إِلَيْهِ مَنْ ظَنَّهُ
سَهْلًا.
فَإِذَا قَالُوا:
"أَيْنَ أَهْلُ
التَّحَدِّي؟"
قُمْ، وَلَا تَقُلْ كَلِمَةً…
دَعْ وَجْهَكَ يَرْوِي،
وَظِلَّكَ يَشْهَدُ،
وَكُلَّ نُدْبَةٍ فِيكَ تَقُولُ:
"مَرَرْتُ مِنْ هُنَا، وَمَا
انْكَسَرْتُ."
فَلْتَكُنْ تِلْكَ السُّطُورُ...
مَسِيرَةَ التَّحَدِّي،
بِقُوَّةٍ… لَا وُقُوفَ فِيهَا،
وَلَا حَتَّى فُرْصَةً
لِلاِسْتِرَاحَةِ،
فَإِمَّا أَنْ تَبْقَى وَاقِفًا…
وَإِمَّا أَنْ تَمُوتَ وَأَنْتَ
تَمْضِي."
فريد هلال |