وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
فيصل سليم ,,
لعقود طوال ظل نهر الفرات يقترن بنواعيره الكثيرة نواعير دارت مثيرا
بذاكرته امتلأت وفرغت وانت وعشقت ثم توقفت عن الدوران الناعور عشق دائم الأرض حنين
ازلي للخضرة والمياه يهب دموعه للأرض فتهتز وتلابوا الناعور نحيب مكتوم تلتقطه
اذان الفلاحين وتتعرض عليه حال تشغيله ودورانه مصدر تسمية الناعور يعود الى الصوت
الصادر عنها وتبين المصادر العربية ان كلمة ناعور عربية ومعروفة ففي المنجد نعر-
نعرا ونعارا: الرجل صاح بخيشومه والناعور الصائح والنعير مصدر الصراخ والناعور الة
لرفع الماء قوادمها دولاب كبير وقواديس مركبة على دائرة وقد انتشرت في هيت وعانة
وراوه غي الالف الرابع قبل الميلاد ومنها انتقلت الى بلاد الشام والمغرب واسبانيا
ويشتهر نهر الفرات بكثرة النواعير المنصوبة عليه ففي العراق تنتشر النواعير على
ضفاف نهر الفرات الذي يمتد لمسافة 512 كيلو مترا داخل محافظة الانبار وتتمركز النواعير في عنة وراوه والقائم وحديثة وهيت
والبغدادي منذ مئات السنين الا ان اغلب هذه النواعير قد اندثرت ولم يبق منها الا
عشرون ناعورا تقريبا وذلك بسبب قلة المياه في نهر الفرات نتيجة انشاء السدود
عليه..
يصنع الناعور من خشب التوت بينما تصنع بعض النواعير أيضا من حديد الصب
ويركب على كل ناعور 24 دلو ولكل ناعور صوته الحزين والمميز في ذاكرة المزارعين
ويبدو ان اهلي الرمادي قد اصروا على إعادة هذا التراث الحضاري والحافظ عليه وبالفعل
اعيده ما يقرب من ((22)) ناعورا الى العمل من جديد في منطقة حديثة من قبل أصحاب
الأراضي الذين تقع النواعير ضمن ممتلكاتهم ومن بينها سته نواعير في ناحية
((بروانه)) فيما تمت إعادة ناعور ((الشغوفة)) في هيت ونواعير في هيت أخرى في منطقة
التربة وكانت ((دالية)) تحمل سبعة نواعير تروي مساحات واسعة من الأرض كذلك الحال
في ((البغدادي)) المنطقة السياحية المعروفة في المحافظة والتي امتلكت كل جمال
الطبيعية من غابات النخيل والجبال والنواعير ما زالت محطة الاستراحة الرئيسة بين
بغداد والشام لوقوعها على منتصف الطريق ولمميزاتها السياحية بمطاعمها المعروفة
بالسمك المسقوف اما في ((راوه وعنة)) فقد ادي انحسار المياه الى استحالة النواعير
وموتها وفي القائم تكاد تكون النواعير ذكرى قديمة لا غير ويبقى في الذاكرة أيضا ان
النواعير كانت تصنع بأيدي عدة عوائل متخصصة في صناعة النواعير الا انها تأثرت
كثيرا بانخفاض زراعة أشجار التوت وعدم اهتمام الفلاحين بها ولكن ((عانه)) المدينة
الموغلة في القدم التي نشأت من حصن دائري قديم تفوح منه رائحة التأريخ ((عانه))
السمكة الكبيرة شيدت على جانبيها تسعة نواعير ويروى ان القلعة كان فيها حرس يقومون
بفتح البوابات بين النهر والخندق ليلا ليمنع تسلل الأهالي كاحتياط امني وترتبط
الجزيرة بضفتي وادي الفرات بواسطة جسر حجري تهدم بعض قواعده اثناء مرور الاسطول
الروماني قبل اكثر من الف عام تشتهر أشجار النخيل والزيتون والمشمش والكمثري
والسفرجل والتين والعريش والحمضيات فضلا عن زراعة القمح والخضراوات في عموم مدن
الفرات مدن النواعير الجميلة النواعير كانت فضاءات لانعكاس الضوء وصورة الغبش
والغروب اما اطلالها اليوم فهي ذكرى لصوت حزين كان يصدر من الناعور الذي قيل عنه
انه ((يترس ويبدي))!...
النواعير انتهت او تكان تنتهي وذلك هو ما يشعر به وانت تمر في حيث بعض
الدوالي وقد تهدمت فيها استقر بعضها الى النواعير او حين ترى النواعير وقد تكسرت
فوق بعض ومن الطريف ان الطائرات البريطانية حيث غزة العراق أمرت الحكومة العراقية
آنذاك بربط النواعير في الجبال لكيلا يسمع الطيارون فيأتون لضرب المدينة.
ومن اساطير النواعير ان الناعور ينعى صاحبه الميت وينادي على روحه, |