وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
لَيْسَتْ كُلُّ النِّهَايَاتِ
فِرَاقًا،
وَلَيْسَتْ كُلُّ الدُّمُوعِ وَدَاعًا.
فَبَعْضُ اللِّقَاءَاتِ كَتَبَهَا
اللَّهُ هُنَاكَ،
فِي عَالَمٍ لَا يَرْحَلُ فِيهِ مَنْ نُحِبُّ،
وَلَا يُطْفَأُ فِيهِ نُورُ
الْمَشَاعِرِ الصَّادِقَةِ.
هَذَا ... لِمَنْ يُؤْمِنُونَ أَنَّ
الْأَرْوَاحَ لَا تَمُوتُ،
وَأَنَّ الْحُبَّ الصَّادِقَ لَا
يُدْفَنُ.
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ
ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ
سورة الطور الآية ٢١
فِي الدُّنْيَا، نُحِبُّ وَنَخَافُ...
نُحِبُّ وَنَخْسَرُ...
نُحِبُّ وَنُجْرَحُ، وَنَظَلُّ
نُحِبُّ.
وَلَٰكِنْ فِي الْآخِرَةِ، لَا يَمُوتُ
أَحَدٌ...
وَلَا يَمُوتُ حُبٌّ صَدَقَ.
هُنَاكَ، لَا يُوجَدُ فِرَاقٌ
يَقْتُلُ،
وَلَا قُلُوبٌ تُكْسَرُ،
وَلَا مَشَاعِرُ تُعَلَّقُ عَلَى
أَبْوَابِ الْانْتِظَارِ.
فِي الْآخِرَةِ، تُبْعَثُ الْأَرْوَاحُ
عَلَىٰ مَا أَحَبَّتْ،
وَيُقِرُّ اللَّهُ عُيُونَ مَنْ
صَدَقُوا فِي عَاطِفَتِهِمْ،
فَتَلْتَقِي الْأَرْوَاحُ الَّتِي
ظَنَّتْ أَنَّ الْمَوْتَ نِهَايَةُ الطَّرِيقِ،
فَتَكْتَشِفَ أَنَّ اللِّقَاءَ كَانَ
مُؤَجَّلًا... لَا مُسْتَحِيلًا.
فِي الْآخِرَةِ، لَا نَحْتَاجُ إِلَىٰ
تَبْرِيرِ مَشَاعِرِنَا،
وَلَا نَخْشَىٰ أَنْ نُخْذَلَ،
وَلَا نَرْتَبِكَ مِنَ الصَّدِّ أَوِ
النِّسْيَانِ.
فَمَنْ أَحَبَّكَ بِصِدْقٍ...
سَيَلْقَاكَ.
وَمَنْ سَكَنَكَ رُوحًا... لَنْ
يُخْطِئَكَ
وَلَوْ تَنَكَّرَتْ لَكَ الدُّنْيَا
أَلْفَ مَرَّةٍ.
وَهُنَاكَ...
تُمْحَىٰ كُلُّ الْعَوَاطِفِ
الزَّائِفَةِ،
وَتَبْقَى الْقُلُوبُ الَّتِي
صَدَقَتْ،
فَمَنْ أَحَبَّكَ حَقًّا،
عَرَفَكَ رُوحًا لَا صُورَةً،
وَظَلَّ وَفِيًّا لَكَ حَتَّىٰ بَعْدَ
الْغِيَابِ.
فِي عَالَمٍ لَا يَمُوتُ فِيهِ
الْحُبُّ،
تَصِيرُ الْأَرْوَاحُ أَبَدِيَّةً لَا
تَغِيبُ،
حَيْثُ اللِّقَاءُ لَا يُنْسَى،
وَالْوَفَاءُ يُخَلَّدُ بِلَا حُدُودٍ.
بِقَلَمِ: فَرِيد هِلَال |