وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,, 

فيصل سليم ,,

ان لتعرف النمو كعملية تعني التغيرات الفسيولوجية والسيكولوجية تهدف الى تحسين قدرة الفرد على التحكم في البيئة وان هذه العملية منظمة وتسير وفق أسس وتتقدم بناءا على قواعد يمكن التعرف عليها ودراستها ومعرفة هذه المبادئ ضرورية من اجل فهم الأطفال وعرف جيزيل النمو بأنه سلسلة متصلة من التغييرات ذات نمط منتظم مترابط ويرى ان عملية النمو تأتي بتغييرات في الشكل والوظيفة ولها مواسم وتتابع مقنن.

اما سعدية بهادر فتعرفه بأنه زيادة في المدى والتعقيد والتكامل للخصائص الفردية والجسمانية والبدنية وهو نوعان:

العام والخاص. اما العام فيشمل السلوك والمهارات نتيجة نشاط الانسان والخبرات التي يكتسبها ويتضمن التغييرات التي تطرأ على النواحي العقلية والانفعالية والاجتماعية والحسية والحركية. ويتضمن النمو نواحي عديدة فهناك ما يتصل بالنواحي العقلية والمعرفية بالإضافة الذي يتصل بالدوافع والحوافز والاتجاهات والميول وهناك مجموعة من العوامل لها أثرها في عملية النمو وتعمل متداخلة بمعنى ان كلا منا يؤثر في الاخر كما يتأثر به مثل العوامل الوراثية والتغذية والغدد والنضج والتطور والتعلم.

فالنمو بشكل عام ظاهرة نشاهدها في جميع الكائنات الحية وهي عملية مستمرة متدرجة ومتداخلة ليس فيها طفرات وتشمل التغييرات في الكم والكيف أي انه يمثل التغير والزيادة في نسب الجسم عامة وتعقد العملية النفسية المصاحبة علما ان هذه العملية النفسية ناتجة عن عوامل بيئية وعمليات النضج والتطور والتعلم. ان هذه التغييرات الفسيولوجية والجسمية يتبعها تغيرات سيكولوجية كالتفكير والعواطف والانفعالات والعلاقات الاجتماعية وهي عملية مستمرة تبدأ منذ الحمل وتسير في مراحل متعددة اختلف العلماء في تسميتها الا انهم اتفقوا على ان جميع الافراد يمرون بهذه المراحل في تسلسل منتظم سواء طالت مدة مكوث الفرد في كل مرحلة او قصرت فهناك عدد من مبادئ النمو على الذين يتعالمون مع الطفل مراعاتها في اعدادهم للمناهج او تخطيطهم لكل ما يتعلق بالمستقبل.

ان النمو هو التغير الكمي الذي يحدث لدى الفرد وان النضج هو التغير الوظيفي وهذان الجانبان متلازمان اذ يصعب الفصل بينهما ويمكن الإشارة الى ان معدلات النمو والنضج تختلف بين الافراد لذا يصعب التعامل مع الجميع على انهم وحدة واحدة.

وبما ان العملية هي عملية بيولوجية وتلازم الفرد طيلة فترة حياته وكل مرحلة لها قياسات نمو خاصة فهناك عوامل مؤثرة  في النمو ومنها الوارثة والبيئة والغذاء والفرد التي تصب افرازاتها في قنوات خاصة تتزامن مع عملية النمو تغيرات أخرى كالنضج الذي هو عبارة عن التغيرات التي تحدث في وظائف الأجهزة الجسمية ويختلف معدل النضج من جهاز الى اخر ومن مرحلة نمو الى أخرى فقد نجد ان الجهاز التناسلي يبطئ في مرحلة الطفولة بينما ينضج الجهاز الفسيولوجي الجسدي بسرعة في اكير في نفس المرحلة اما التطور فيشمل التغيرات التكوينية التي تحدث في بناء أعضاء وأجهزة الجسم وكذلك التغييرات في وضائقها وعلاقة تلك التغيرات بالعوامل الخارجية في بيئة الفرد تتصف كل مرحلة من مراحل النمو بخصائص وصفات تميزها عن غيرها فمثلا تتصف مرحلة الطفولة بالتمركز نحو الذات من الجانب الاجتماعي وبالنمو السريع من الجانب الجسمي وهي مرحلة حسية يعتمد الفرد خلالها على المواد الحسية في ادراك الأشياء والتعرف عليها انت هذه السمات والخصائص لمرحلة الطفولة تختلف عنها في مرحلة المراهقة وهناك فرق في معدلات النمو من فرد لأخر لتأثيرها بالعوامل الوراثية والبيئية وتنتقل والعوامل الوراثية من الوالدين الى الأبناء سواء من حيث اللون والطول او الحجم ولون العينيين وحتى الذكاء يرثه الأبناء من أباءهم كمل يقول علماء الوراثة وهناك عوامل بيئية تؤدي الى فروق فردية ومنها  التنشئة الاجتماعية والتغذية وتوفر فرص التعلم المختلفة.

يعرف حامد زهران في كتابة علم النفس النمو ((الوراثة)) بانها انتقال السمات من الوالدين الى أولادهم وتشمل كل العوامل الداخلية التي كانت موجودة عند بداية الحياة والجينات  هي حاملات الصفات الوراثية كلون البشرة والشعر ونوع الدم وزمرته وشكل الجسم وتختلف هذه الصفات باختلاف الجنس اما البيئة فيبدأ تأثيرها على الانسان منذ احظة الولادة وهي قسمان: البيئة الطبيعية والبيئة الاجتماعية وتشمل البيئة الطبيعية الطقس والموقع الجغرافي والتلوث والامراض بأنواعها اما الاجتماعية فتشمل ثقافة المجتمع السائدة والعلاقات الشخصية والاجتماعية والتنافس والعدوان وغيرها والبيئة الاجتماعية تشكل الفرد وتحوله الى شخصية اجتماعية متميزة ان علماء الوراثة والبيئة يتنافسون في بيان أهمية كل منهما وقوة تأثيره على نمو الافراد ويفضل بعض العلماء الوراثة على البيئة وبعضهم العكس.

والبيئة بمفهومها العام هي جميع العوامل الخارجية التي تؤثر على الفرد اما بطريقة مباشرة او غير مباشرة فيكتسب الفرد اناطا سلوكية معينة وسمكات شخصية نتيجة تفاعله مع الاخرين كما يكتسب انماطا سلوكية أخرى من خلال عملية التنشئة الاجتماعية والتطبع  الاجتماعي حيث ينمو الطفل بين والديه وافراد اسرنه فيتعلم الاستقلالية والاعتماد على النفس وسلوكيات تكيفه مع الرفقاء وجماعة اللعب وافراد اسرته والمجتمع المحيط به وفي دراسة أجريت على الاطفال لبيان اثر كل من الوراثة والبيئة تبين ان التؤام المتماثلة تتساوى من حيث العوامل الوراثية واما من حيث البيئة فأن سمات الشخصية تكون متقاربة اذا عاشا في نفس البيئة ومختلفة اذا عاشا في بيئتين مختلفتين اذ وجد ان معامل الارتباط بين ذكاء التؤام الذين يعيشون في بيئة واحدة تصل الى (80/90) بالمئة ويتناقص هذا الارتباط اذا نشئ التؤامان في بيئتين مختلفتين.

ويشير مكاندل الى ان ارتفاع معامل الارتباط هذا يعود الى المتغيران الاجتماعية المتشابهة في القدرات الثقافية والنمو وللأسرة أهمية بالغة في تنشئة ونمو الطفل حيث يكتسب اصوله السلوكية الولي ومنها يكتسب نظام العقاب ومن تنشئة الاسرة يكتسب معرفته ومهاراته واتجاهاته وقيمة من خلال ما تترجم الاسرة من أساليب عملية وممارسات يرقبها الطفل وبهذا تعمل الاسرة في تنشئة ونمو وتكوين شخصية أبنائها.