وكالة الأنباء العراقية المستقلة متابعة ,,
صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، اليوم الإثنين بأن أي تفاوض لا يمكن أن يثمر عن اتفاق ما لم يعترف الأطراف بحقوق بعضهم بعضًا، ويسعوا إلى تبادل عادل. وقال بقائي في مؤتمره الصحفي الأسبوعي، الذي تابعته "وكالة الأنباء العراقية المستقلة إن "تجارب الحكومات الأمريكية المختلفة تظهر نهجًا أحاديًا واستئثاريًا تجاه إيران"، مبينا: "لدينا تجربة الاتفاق النووي، التي رغم التوصل إليها، لم يكن أداء الطرف الآخر نموذجًا مناسبًا للتفاعل المستقبلي في أي مفاوضات أخرى". واعتبر بقائي أن "البيان الأخير الصادر عن بريطانيا وفرنسا وألمانيا، بشأن الدعوة للتفاوض حول برنامج إيران النووي، تكرار لمواقف قديمة تفتقر إلى الصدق وحسن النية"، داعيًا العواصم الأوروبية إلى "إظهار استقلالها وجديّتها الدبلوماسية، بعيدًا عن الضغوط السياسية الخارجية". وأضاف أن "البيان الأوروبي لا يحمل جديدًا، بل يعكس استمرار المواقف القديمة التي عطّلت الحوار"، مشيرًا إلى أن "الإصرار على الحديث عن منع إيران من امتلاك سلاح نووي لا أساس له، لأن الجمهورية الإسلامية لم تسع يومًا إلى امتلاك مثل هذا السلاح". وأكد بقائي أن "إيران لا تزال ملتزمة بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT)، وباتفاقية الضمانات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، مضيفًا أن بلاده "سعت بصدق إلى إيجاد أجواء بنّاءة للتعاون، لكن المواقف العدائية من الأطراف الأوروبية جعلت تنفيذ التفاهمات أمرًا مستحيلًا". وبين أن "إيران حذرت منذ البداية من أن أي خطوات عدائية، بما في ذلك محاولات إعادة تفعيل القرارات الملغاة (عقوبات آلية الزناد)، ستقوّض مسار التفاهم"، موضحًا أن "الدبلوماسية لم تتوقف، لكنها حاليًا لا تشهد أي لقاءات أو اتصالات مرتقبة في الأيام القليلة المقبلة". وختم بقوله: "الوقت قد حان لتُظهر أوروبا استقلال رأيها، وتعيد بناء مصداقيتها الدبلوماسية في نظر شعوبها والمجتمع الدولي". ويأتي ذلك بعد أن أعلنت لندن وباريس وبرلين، في بيان مشترك السبت الماضي، عزمها استئناف المفاوضات النووية بمشاركة واشنطن، داعية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى الالتزام بالعقوبات المفروضة على إيران، فيما فعّلت هذه الدول "آلية الزناد"، التي تعيد فرض العقوبات الأممية السابقة ضد طهران. وفيما يتعلق برفض طهران المشاركة في قمة شرم الشيخ، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن "طهران درست بعناية جميع الجوانب قبل اتخاذ قرار عدم المشاركة في القمة المخصصة لبحث الأوضاع في غزة". وأوضح أن "الدعوة الرسمية وجهت من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، لكن القرار النهائي اتخذ بناءً على تقييم شامل للمصالح الوطنية". ولفت إلى أن وزارة الخارجية أجرت اجتماعات فنية داخلية وخارجية لبحث إيجابيات وسلبيات المشاركة، وانتهت إلى أن الامتناع عن الحضور يخدم المصلحة الإيرانية العليا. وفي شأن آخر، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن "الأمن والاستقرار في الجوار الإقليمي يعدان أولوية قصوى لإيران"، مشيرًا إلى أن "كلاً من أفغانستان وباكستان دولتان مسلمتان جارتان، وأن أي توتر في العلاقات بينهما ستكون له تداعيات تتجاوز حدود البلدين". وأشار إلى أن "طهران أصدرت بيانًا رسميًا دعت فيه الطرفين إلى التهدئة، والحوار، وضبط النفس"، مؤكدًا أن "الخلافات بين كابول وإسلام آباد ينبغي حلها عبر الحوار والتفاهم المتبادل، بما يخدم استقرار المنطقة وأمنها".
المصدر: وكالات |