21/10/2025
الأخبار السياسية | الأخبار الأمنية | أخبار المحافظات | الأخبار العربية | الأخبار العالمية | أقوال الصحف العراقية | المقالات | تحليلات سياسية | تحقيقات | استطلاعات
عالم الرياضة | حوار خاص | الأخبار الثقافية والفنية | التقارير | معالم سياحية | المواطن والمسؤول | عالم المرأة | تراث وذاكرة | دراسات | الأخبار الاقتصادية
واحة الشعر | علوم و تكنولوجيا | كاريكاتير
وداعا ايتها السنة القادمة
وداعا ايتها السنة القادمة
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم

وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,, 

فؤاد العبودي ,, 

التوحد مع الذات دفاعا عن الاحلام الضائعة

وداعا ايتها السنة القادمة!

هل يتأرجح ميزان المعادلة التقويمية في الاستقبال والوداع او ان القاص سعدي عوض الزيدي صاحب المجموعة انفة الذكر ان يوطن النفس على امتلاك الة الزمن تحت غطاء الثورية في العنوان الذي حملته المجموعة القصصية الصادرة عن سلسلة ثقافة ضد الحصار.

((ماري)) اول قصص المجموعة هي بلا عنوان لكنها ماري التي جعل منها صوت الأمنية الخائرة وسط وحل القذائف وبداية لفراغ هائل زرعنا فيه القاص فهو لا يدخل في هذه القصة مباشرة الى جحيم ((التطهير)) بل يترك قارئه يتلمس طريقة وسط غابة من المدارات بعضها مدبب او بعضها الاخر حلزوني الشكل:

انه لا يطلب سوى الاصغاء الى لغته.. خطابه المثقل بخطوات تزن طريقها بوطاه المسافات التي قد تنتهي بك ابلى مواجهة ساخنة بينما اشياؤه تتوزعه وهو يحسها تعصر قلبه فتكون المناداة هنا أداة ترحيل:

((الحصار يأكل رغيفي الفراغ يأكل اوراقي الذهول يخرق جدار الحب)) ص9 وتنسحب على قصه هذه صفة الهروب من ((المجهول- الفراغ)) (أخشى اختفاء الفراغ الذي ينتظر تحليقي او ركضي في مجاله مثلما تمتد يدي الى ملاذ الدفء) ص13.

وعلى سجادة ثمينة ينام التاريخ بين ثناياها يعلق سعدي ارهاصاته في تداخل بين لمنته للأباطرة المؤججة رؤوسهم بالنزق والسجادة (هولاكو) في عرض مفر تحت عنوان (مزاد قسري)

وحين تلمح سيف الغزو سرعان ما تدير وجهك صوب الشرق معلنا الاحتجاج.. الا ان ثمة ما يجعلك تستيقظ على صوت المنادي وهو يبيع ((هولاكو)) في المزاد...

هذه الحياكة في رصد الأشياء بعيون ملؤها الترقب لا... الاندهاش (ينزل الأمير هولاكو حاملا سيفه ويتقدم جنوده: فرسانه كلابه الموشومة جباههم بالرعب وهيبة الانتصار.. شيئا فشيئا يتساقط المطر (قطرات على يدي قطرات على وجه محبوبتي) ومن خيوط ذاك الخيال الخصب ننصت مع أصوات ال: (مزاد قسري) الى وقع اقدام همجية اذ (يهبط السيد هولاكو الأمير في باحة القاعة على جناح سجادة الكاشان) ص 15 ان يتعلق صورة انهزام الاباطرة التي أراد لها القاص كشفا حقيقيا يتبين من خلال بيعهم في المزاد... وهو انهزام لجبروتهم وطغيانهم.. فهو يرمز الى السجادة التي بيعت في المزاد والتي اسمها ((هولاكو)).

ولما كان القاص عازما على وداع سنته القادمة وهو وداع مجازي فانه يؤكد بهذا ان الحرب وتشابك السنابك نتيجتها واحدة... مهما تخللها من صدام واحتراب لكنه مع هذا يعبر كما جسد ذلك في قصته (عبور نحو الموت) ص 20.

وما بين الموت والموت الاخر ثمة بريق لحب يكاد يختنق.. يتشرنق.. اوز يتسربل في رداء ضيق ولا يريد أيضا ان يفرق (عرقا محبوبا) او (غرقا مكروها. سرا).

تلك كانت مهمته في ان ينجو.. وان لم ينجح فعل الأقل ان يغرق معها بجسد متوحد حيث (حيث جثة تغرق بجثة) ص23 دون ان يفارق لجنة السؤال وامتدادات الدروب ولعنة المجهول للسنة القادمة التي يفرك عينيه على وداعها قبل اطلالتها.

وتبدو اللغة الاسرة هي التي طغت على حقول المجموعة القصصية (وداعا ايتها السنة القادمة) اما الاحداث وتيمة ما تحمله بين اجنحتها الخافقة مرة بالعذاب... وفي أخرى بالحنين... واللوعة.. والترقب فقد كانت مثل شذرة وسط دائرة خاتم لماع أكثر من شذرته..

وكان القاص بهذا مولعا وفي اغلب قصصه باستخدام اسلوبي التورية والمجاز بشكل أراد فيه ان يكون متفردا بخروجه على تقليدية ما ينسجه نظراؤه واقرانه من القاصين (أحيانا اطعن السيد العبسي) العاشق المتولي بالشفقة ولكني اعدل عن ذلك وأقول:

يكفي ما أضمر الواشون له من مكايد ص25.

وعلى امتداد ال ((سبع قصص)) التي ضمتها المجموعة يكشف القاص سعدي عوض الزيدي عن قدرته في استجلاء مكامن الذات وانتقالاته بين الرمز والدلالة عبر صياغة اسلوبية مكنته من التلاعب بخفة بين اللغة وكثافة التعابير وبين ادهاش القارئ على هذا التنوع دون السقوط في الرتابة.

وعلى خفة المجموعة من حيث مساحتها فقد قدر للقاص سعدي ان يوازن بين الواقع والمرئي بمتوالية فنتازية يعشقها القارئ منذ السطر الأول.. دون ان يصيبه دوار اللامعنى...

حين يترجم انفعالاته وانسحاق الانسان الاخر الذي يتوجه اليه بخطابه (الومضة) الدافقة بالآمال ويستعير من دفتر الحياة العريضة ما يجعله قريبا بوجدانه الينا... الى الاخر.. فهو لا يقدم وصفة جاهزة بل يعمد الى تعويض ما هو قائم في الواقع تحت مجهر يكشف من خلاله ملابسات الحياة اليومية بحزنها وفرحها...

رابط المحتـوى
http://www.ina-iraq.net/content.php?id=121201
عدد المشـاهدات 21   تاريخ الإضافـة 21/10/2025 - 12:07   آخـر تحديـث 21/10/2025 - 19:01   رقم المحتـوى 121201
 
محتـويات مشـابهة
وداعاً للحرج .. فيسبوك يطلق ميزة جديدة
مجلس الأنبار: سوريا تلاعبت بحصة العراق المائية القادمة من تركيا
التعليم: تمديد التقديم لقنوات تعديل الترشيح وقبول طلبة خريجي السنة السابقة والمعلمين المجازين
تقرير للطقس .. الثلث الأخير من تموز أكثر أشهر السنة حرارة في العراق
إيران تحظر عبور الرحلات الجوية القادمة من أجواء بغداد حتى 17 آب
 
الرئيسية
عن الوكالة
أعلن معنا
خريطة الموقع
إتصل بنا