وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,, 

وسن الجبوري ,,, 

الســادس الاعـــدادي ليس عـــاماً دراسياً بل هـــــو العـــام الـــــــذي يختصر فيه مشوار اثني عشر سنة مـــن التعب والسهر والأختبارات والنجاحات الصغيرة التي تراكمت لتصنع لحظة الفرح الكبرى .. هو المحطة الفاصلة التي يودع فيها الطلاب طفولتهم المدرسية بأحلامهم البسيطة وتتهيأ لتستقبل مرحـــــلة جديدة لتحمل في طياتها المسؤولية والأمل والطموح الأكبر .. أنه عام أستثنائي يعيش فيه الطالب بيــــن خوف وتحد بين ارهاق وتطــــــلع بين رغبة في الأنجاز وهـــــاجس من الفشل كل يوم يحمل ثقلاً مضاعفاً وكل ساعة دراســــــــة تحسب وكأنها خطوة نحو مصير جديد ولعل أجمل ما في هذه الرحلة أنها لا تخص الطالب وحده بل تمتد لتشمل العائلة بأكملها... فلأم تضع قلبها مع كل صفحة يقرأها أبنها او بنتها ... والأب يزرع كلمات التشجيع رغم قلقه الصامت والأخوة يعيشون تفاصيل الأمتحان كأنهم هـــــــم مـــن يخوضونه ... وعندما يحين يوم النتيجة يتحول البيت الـــــــــى مسرح مشاعر يصعب وصفه... لحظـــة سماع كلمة { ناجح } تسقط عن الأكتاف جبالاًمن التعب وتفتح الأبواب أمـــــام فرحة لا تشبههــا فرحة . دموع الأم في تلك اللحظة ليست دموعاً عابرة بل هــــــــــي خلاصة سنوات من الدعاء وسهر الليالي وانتظار اللحظة التي ترى فيها ثمرة جهدها تكبر أمام عينها . أما الأب فأبتسامته الممزوجة بالفخر تترجـــم كــــل مــــا عجزت عنــــه الكلمات .

نجاح السادس الأعدادي هو بداية جديدة بوابة لعالم أوسع وخطوة أولى نحو تحقيق الذات . هنا يبدأ الحلم بالتحول الى حقيقة ويبـــدأ الطالب برسم ملامح مستقبله الجامعي والمهني . هو أنتقال مــــن مرحلة التعلم تحت أشراف الأخرين الى مرحلة صناعة القــــــرار وتحمل المسؤولية .

لكن الاهم من ذلك كله أن السادس الأعدادي يبقى درساً في الحياة قبل أن يكون نجاحاً دراسياً . فهو يعلم أن لا طريق سهلاً يقود الى القمة .وان الصبر مفتاح للأنجاز وأن الفرح الحقيقي لا يأتي الا بعد  تضحية وجهد ولذلك فأن هذه المرحلة تبقى محفورة في ذاكرة كل من عاشها لأنها لحظة تترجم مقولة { لكل مجتهد نصيب } بأصدق معانيها .

وفي النهاية يمكن القول أن السادس الأعدادي ليس نهاية المطاف بل هو بداية طريق طويل مليء بالأحــــلام والتحديـــات والأنـــجازات القادمة ... أنه اللـــــحظة التي يرفع ها الستار عن فصل جديد يكتبه الطالب بيده ويزينه الأهل بدعائهم وتباركه السماء بالفرحة التي تعبر عن معنى النجاح الحقيقي .