وكالة الانباء العراقية المستقلة ــ متابعة

توصلت دراسة طبية أجراها فريق من الاطباء والعلماء في معهد ماكس بلانك، لأبحاث القلب والرئة في المركز الألماني، ان ما يقرب أكثر من نصف مرضى سرطان الرئة في المرحلة المتقدمة يصابون بارتفاع ضغط الدم الرئوي كونه مرتبطا بسرطان

 الرئة. 

غالبا ما يزيد الضيق التنفسي من معاناة مرضى سرطان الرئة المتقدم، ويمكن أن تظهرهذه الأعراض ارتفاع ضغط الدم الرئوي الذي ربما يرجع الى جهاز المناعة والعمليات الالتهابية التي تسببها الخلايا السرطانية، حيث يمكن للعلاج التركيزعلى هذه

 الآلية.

يعتبر سرطان الرئة مرض وبائي، فهو مسؤول بالفعل عن أكثر من ربع الوفيات الناجمة عنه، والاتجاه آخذ في الارتفاع. وغالبا لا يتم التعرف على سرطان الرئة الا في مرحلة متقدمة، والمشكلة الأخرى هي أن مجموعة متنوعة من السرطان موجودة، وكل منها يتطلب مفهومها العلاجي الخاص، وهذا بدوره يتطلب فهما أفضل

 للمرض.

وقد لاحظ الأطباء خلال استخدام التصوير المقطعي أن العديد من المرضى الذين يعانون من سرطان الرئة المتقدم يتطور لديهم ضيق في التنفس. ونفس الأعراض تحدث أيضا في ارتفاع ضغط الدم الشرياني

 الرئوي. 

السبب الكامن

يقول الدكتور رامار سافاي، مؤلف الدراسة:”وجدنا سماكة جدران الشريان الرئوي في أكثر من نصف المرضى اذ تبين تطور نمو الورم. ويمكن أن يكون الالتهاب في الأوعية الدموية بمثابة محفز، ولكن ما الذي يؤدي بسرطان الرئة غالبا الى ارتفاع ضغط الدم الرئوي. 

يقول سافاي:” لقد تعذر علينا الكشف عن اي جلطات أو خلايا سرطانية سواء في المرضى أو في نماذج الفئران المختبرية. ولكننا نعتقد ان كلتا المشغلات تنتقل الى جدار الوعاء الرئوي. ومع ذلك، وجدنا أن التكتلات الدموية الموجودة بالقرب من الأورام الرئوية تم اختراقها من قبل عدد كبير من الخلايا

 المناعية.”

وأظهرت تجارب أخرى أن الخلايا المناعية تطلق العديد من الرسائل الكيميائية، كما هو ملاحظ في التفاعلات الالتهابية. وعلى العكس من ذلك، لم يحدث ارتفاع ضغط الدم الرئوي عندما افتقرت الفئران في التجربة الى الخلايا المناعية العاملة. وبالنسبة للعلماء يعتبرون ان هذا مؤشراً على أن العمليات الالتهابية الناجمة عن سرطان الرئة قد تكون مسؤولة عن ارتفاع ضغط الدم

 الرئوي.

أما الدكتور فيرنر سيغر، مدير معهد ماكس بلانك ومدير الوحدة الطبية في مشفى جامعة جيسن ماربورغ، فأنه يأمل في النتائج التي توصل اليها الفريق، موضحا: “نعتقد ان تشوهات غير معروفة سابقا في الأوعية الدموية التي تسببها العمليات الالتهابية في أورام الرئة يمكن أن تكون السبب الكامن وراء الأعراض الملاحظة على هؤلاء المرضى. وهنا أجزم اننا لا بد من ان نبدأ المناهج العلاجية الجديدة التي يجب الشروع 

بها”

مؤشرات بيولوجية 

تعكس مؤشرات بيولوجية جديدة فعالية الالتهاب في الأوعية الدموية لرئات الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والرئة معا بحيث يمكن أن يؤدي الى تشخيص مبسط وتقييم أفضل لعلاج المرضى الذين يعانون من حالات ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي.

هذه المؤشرات الحيوية، لديها القدرة على أن تستخدم كاستراتيجية تشخيصية روتينية وفي تقييم حالات مرضى قصور القلب. وبما أن مستويات هذه العلامات في الدم تعكس العلاج السريري الخاص بمرض قصور القلب، فهناك أمل كبير في استخدامها بشكل روتيني لقياس درجات قصور القلب وهو مرض قلبي- رئوي، غيرعادي يؤثر في المقام الأول على أدق فروع الشرايين في الرئتين. اذ يتم تثخن سمك الشرايين وتصبح صلبة بسبب نقص الأوكسجين في الشرايين الرئوية. وبذلك تتأثر كل من وظائف القلب والرئة، ويصاب العديد من المرضى بفشل القلب وهي حالة خطيرة للغاية بسبب كثرة سوء تشخيصها بين العديد من أنواع السرطان، مع قلة الأساليب المناسبة للعلاج والتقييم

عقار الترايسيريبين

وقد اكتشف الباحثون أن عقار ترايسيريبين قد يعكس أو يوقف تقدم الاصابة بالتليف الرئوي وارتفاع ضغط الدم الرئوي. وهما مرضان في الجهاز التنفسي يسببان الوفاة. 

يحدث التليف الرئوي عندما تكثر الندبات الدموية على الرئة مما يؤدي الى فقدان وظائف الرئة وانخفاض وصول كمية الأوكسجين الى الدم. كما ان ارتفاع ضغط الدم الرئوي يسبب زيادة في ضغط الدم على شرايين الرئة التي يمكن أن تؤدي الى فشل

 القلب.

يقول الدكتور المشارك في البحث سومانث شينوي: “متوسط العمر المتوقع للاشخاص الذين يعانون من هذه الامراض يتحسن، لكنه لا يقلل من معدل الوفيات. وتظهر اختباراتنا أن عقار الترايسيريبين يمكن أن يوقف تطور المرض وقد يؤدي حتى الى عكس بعض الأضرار التي لحقت بأنسجة 

الرئة.”

ويختتم سافاي: “على حد علمنا، هذا هو أول دليل مباشر يسبب بداية المرض وتطور التليف الرئوي وارتفاع ضغط الدم الرئوي. فقد اختبرنا هذه العملية أيضا في الخلايا البشرية المأخوذة من أنسجة رئة مريضة. ونحن نرى نتائج مشابهة جدا. ولكن لا يزال يتعين علينا تحديد آثاره، ولكن اذا كانت هذه الاختبارات تسير على ما يرام ووفق ما نسعى اليه، فأننا نأمل في بدء التجارب خلال السنوات الثلاث المقبلة”.