وكالة الانباء العراقية المستقلة ــ تراث المؤرخ الكبير عبدالرزاق الحسني،صاحب كتاب الوزارات العراقية،مرت به الكثير من المواقف والحكايات في عمله البحثي او في حياته الخاصة.وقد ذكرها العديد من المؤرخين والباحثين في كتبهم مثل مصطفى جواد وعبدالحميد العلوجي وعلي الوردي وجلال الحنفي كذلك اسرته ،. نذكر بعضها لتعريف الاجيال الشابة التي لم تعش زمن هذا المؤرخ الراحل. ان السيد الحسني عاش حياته بكل تواضع وطيبة والكل يذكره بالخير ويقول فيه ما يجب ان يقال،لانه اثرى المكتبة العراقية بالكثير من المؤلفات المهمة عن تاريخ العراق. وقد تبرع بكامل مكتبته اثناء حياته الى دار الكتب والوثائق. بعد ان طلب من مدير عام الدار بأن يخصص جناح خاص في بنايتهم ،ويفتتح هذا الجناح بصورة رسمية وبحضوره وكان له ما اراد. و طبع الجزء الاول من كتابه أحداث عاصرتها في حياته .أما الجزء الثاني فقد قامت ابنته بطبعه بعد وفاته. اما كتاب الأسرار الخفية فقد طبع أكثر من طبعة أثناء حياته ...وهذا الكتاب يدخل ضمن مشروع إعادة طبع مؤلفات السيد الحسني،. الذي باشرت اسرته في تنفيذه ،وتم فعلا إعادة طبع ثمانية كتب منها .كما سيتم إعادة طبع المؤلفات المتبقية،بعد الإنتهاء من طبع موسوعة تاريخ الوزارات العراقية ،باجزائه العشرة المنقحة والمزيدة . وحسبما تذكرابنته السيدة احلام الحسني. من المواقف التي يذكرها الحسني،ابان الثورة العراقية الكبرى اي ثورة العشرين أنه انتقل الى مدينة النجف الاشرف مع والده. وقد عين معلما لتدريس مادة اللغة الانكليزية في المدرسة الاميرية هناك. بعد ان هدأت الأوضاع عاد الى بغداد ليقبل في الصف الثاني في دار المعلمين ومن يومها ولع بالكتابة والنشر، وما زال طالبا فيها فكان يقتني الجرائد اليومية والمجلات الدورية، ويقتبس منها بعض الكلمات والعبارات الملائمة، لينشئ خبرا محليا أو نتفة أدبية او قطعة شعرية. وكانت جريدة "المفيد" لصاحبها المرحوم" إبراهيم حلمي" العمر تنشر له هذه الأخبار، والنتف تلطفا منه وتشجيعا.و بعد رحيل والده ترك له مال فابتاع مطبعة خاصة، وانتقل الى مدينة الحلة لأصدار جريدةعلمية أدبية تاريخية باسم (الفيحاء). وقد صدر عددها الاول في 27 كانون الثاني عام 1927 ثم سحبت موافقة الامتياز والمطبعة. في عام 1949 ارسل بطلبه نوري السعيد وقال له بلغ مسمعي انك تدفع اموالا لموظفين في مجلس الوزراء ،حتى تحصل على وثائق لكتبك لذا سانقلك الى الديوان لتبحث عن ما تريد! وكانت فرصة ذهبية لاطلاعه على الوثائق الاصلية بدون عناء او مراقبة. وقد بلغ عدد مؤلفاته 29 مؤلفا. ونال الدكتوراه الفخرية من كلية الاداب عام 1992 كما نال وسام المؤرخين. وتوفي ليلة الخميس الرابع والعشرين من شهركانون الاول عام 1997، رحل وفي قلبه غصة لانه لم يحقق امنيته بطبع كتابه"اسرار عايشتها". وهو يقول عن دوافع تأليفه لموسوعته في الجزء الاول منها وتحت عنوان (فاتحة الكتاب) ما نصه: ((أختمرت فكرة وضع تاريخ الوزارات العراقية في ذهني منذ اواخر عام1926 يوم حجب مجلس النواب العراقي ثقته عن الوزارة السعدونية الثانية ..). |
جميـع الحقوق محفوظـة © www.Ina-Iraq.net 2015