وكالة الانباء العراقية المستقلة متابعة...... نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا للمعلق روجر كوهين،
يقول فيه إن رئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون يواجه آلهة انتقام دموية.
ويشير كوهين في مقاله، إلى أن "جونسون هو باحث في التاريخ
القديم/ الكلاسيكي، لذلك فهو يفهم أنه بعد الغطرسة والأعداء فإن الآلهة تراقب
ولحظة العقاب تحوم فوق رأسه، فالأعداء يأتون كما وصف هيمنغنوي حالة الإفلاس: أولا
ببطء ثم فجأة".
ويعلق كوهين قائلا إن "وصول جونسون لرئاسة الوزراء هو لحظة
رمزية تامة: رجل دون إيمان راسخ لبلد لا يعرف مساره، رجل يحمل ميولا لتدمير الذات
لبلد يعاني شللا في القرار، فالآلهة عندما تكون قاسية تضحك على حال بريطانيا".
ويقول الكاتب إنه "في عالم دونالد ترامب المغرور والجاهل بشكل
كبير، فإن بوريس جونسون مغرور على قدم المساواة، لكنه ليس جاهلا بالمستوى ذاته،
إلا أننا نواجه جنون ترامب مع شذوذ جونسون".
ويلفت الكاتب إلى أن "الموضوع الرئيسي الذي ينتظره هو
البريكسيت، وربما إيران، فالموعد الذي حدده، وهو 31 تشرين الأول/ أكتوبر، لإكمال
ترتيبات الخروج، عليه الوفاء به، خاصة أنه ربطه بوصول الإنسان إلى القمر".
ويقول كوهين: "ربما استطاع الرجل الذي يزعم أنه قادر على
تحقيق الخروج التوصل إلى اتفاق خروج جديد أفضل من ذلك الذي قدمته رئيسة الوزراء
السابقة ورفضه البرلمان ثلاث مرات، أو تبني مقولة (أنا وبعدي الطوفان)، أي اللجوء
إلى ترك أوروبا دون اتفاق، وما يعنيه ذلك من فوضى اقتصادية وإدارية، وهو مسار سيضر
بالجنيه الإسترليني، ويعطل خطوط الإمدادات الأساسية، ويضع جونسون أمام معارضة
برلمانية".
وينوه الكاتب إلى أن "حديث جونسون عن ثلاثة أشهر هو بالضرورة
شهران؛ لأن أوروبا في شهر آب/ أغسطس تغيب في عطلة الصيف، بالإضافة إلى أن صبر
الاتحاد الأوروبي على المهزلة البريطانية بدأ ينفد ووصل إلى حالة الإجهاد".
ويستدرك كوهين بأن "رئيس الوزراء القادم يعتقد أنه قادر على
تحقيق اتفاق مع أوروبا، والحصول على تغييرات أفضل من تلك التي حصلت عليها تيريزا
ماي، بما في ذلك قضية الحدود بين إيرلندا الشمالية وجمهورية إيرلندا، التي أغضبت
المتشددين الداعين للخروج، الذين رأوا فيها حصان طروادة لبقاء بريطانيا ضمن النظام
الجمركي الأوروبي".
ويفيد الكاتب بأن "قضية الخروج من أوروبا هي قضية إيرلندا
أيضا، فاتفاقية السلام التي وقعت عام 1998 أدت إلى حدود مفتوحة، وهي قضية المملكة
المتحدة أيضا، وستطرح سؤالا على إسكتلندا التي دعمت البقاء في الاتحاد الأوروبي،
إن كان عليها البقاء في المملكة المتحدة أم أنها تبحث عن الاستقلال".
ويبين كوهين أن "البريكسيت هو قضية بوريس جونسون، فلم تستطع
ماي القول إلا (بريكسيت يعني بريكسيت)، فهل يستطيع تقديم رؤية عن سبب إيمانه بهذه
الحماقة، أي الخروج؟".
ويقول الكاتب إن "جونسون لديه الكثير من الأعداء، وغالبية هشة
في البرلمان ومواعيد مقيدة، بالإضافة إلى أن فرصه للحصول على صفقة جديدة بحلول 31
تشرين الأول/ أكتوبر، أو إخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق ضئيلة، إن
لم تكن معدومة".
ويختم الكاتب مقاله بالقول: "لو بقي جونسون على حاله فإنه
سيواجه انتقام أعدائه الحازم والدموي، وقد يختار طريقا يتذكره الناس به، وهو أنه
اتخذ قرارا شجاعا كتب ذات مرة كتابا عنه".انتهى |