29/03/2024
الأخبار السياسية | الأخبار الأمنية | أخبار المحافظات | الأخبار العربية | الأخبار العالمية | أقوال الصحف العراقية | المقالات | تحليلات سياسية | تحقيقات | استطلاعات
عالم الرياضة | حوار خاص | الأخبار الثقافية والفنية | التقارير | معالم سياحية | المواطن والمسؤول | عالم المرأة | تراث وذاكرة | دراسات | الأخبار الاقتصادية
واحة الشعر | علوم و تكنولوجيا | كاريكاتير
أحمد أمين.. يوتيوبر مصري يعانق العالمية بـ"ما وراء الطبيعة"
أحمد أمين.. يوتيوبر مصري يعانق العالمية بـ"ما وراء الطبيعة"
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم
وكالة الأنباء العراقية المستقلة متابعة ....
من يكرهون العولمة ويندّدون بها في كل محفل، يُكررون أن انهيار الحواجز والحدود واتساع السماوات المفتوحة كرسا المادية، وأديا إلى تسليع كل قيمة جمالية أو إبداعية والتهما روح الإنسان. ربما جاوروا الحق في بعض ما يرونه، لكنهم تناسوا أن عصر العولمة كانت له حسنات وحسنات، فقد فتحت العولمة أمام المُجتهدين فرصا للإطلال، ومدت سلالم صعود لموهوبين تصوروا أنهم سيدفنون وسط أحلامهم وأمانيهم.
يسّر عصر العولمة النجاح للمبدعين، ووسّع انتشارهم، وزاد ألقهم، ليتجاوزوا المحيط المحلي المعتاد. هذا ما حدث مع الفنان أحمد أمين، بطل أول مسلسل درامي مصري من إنتاج مشترك مع منصة العروض الفنية العالمية “نتفليكس”، وهو مسلسل “ما وراء الطبيعة” للمخرج عمرو سلامة المعروض مؤخرا عليها والمترجم إلى 32 لغة، والمدبلج بتسع لغات.
نموذج جديد
مسلسل "ما وراء الطبيعة"، وبعد أيام قليلة من عرضه حقق جماهيرية واسعة، وحصل على تصنيف عالمي، محتلاً المرتبة 187 ضمن أفضل 250 مسلسلا في التاريخ، وفقاً لموقع "أي.أم.دي.بي".
مسلسل "ما وراء الطبيعة"، وبعد أيام قليلة من عرضه حقق جماهيرية واسعة، وحصل على تصنيف عالمي، محتلاً المرتبة 187 ضمن أفضل 250 مسلسلا في التاريخ، وفقاً لموقع "أي.أم.دي.بي".
لم يكن أمين معروفا للعامة قبل الآن، ولم يكن نجما يوقفه الصبية في الشارع للتصوير معه مثل الكثيرين الذين سبقوه من أبناء جيله، ولم يكن محط اهتمام ومتابعة من عموم الناس، وكان مع اقترابه من الأربعين يشعر بتأخر التحقق والنجومية بعد مسارات عديدة سلكها في حياته، ومجالات متنوعة حاول التحقق فيها، بدءا من الكتابة الصحافية والسيناريو، وحتى قصص الأطفال، مرورا بتقديم الأدوار الكوميدية الخفيفة والبرامج القصيرة، والمشاركة في أدوار ثانوية في مُسلسلات أو أفلام سينمائية.
حقق المسلسل بعد أيام قليلة من عرضه جماهيرية واسعة فاقت ما كان متوقعا وحصل على تصنيف عالمي، حيث احتل المرتبة 187 ضمن أفضل 250 مسلسلا في التاريخ، بناء على اختيارات الجمهور في موقع “أي.أم.دي.بي” لتقييم الأفلام والمسلسلات. وصار أمين نجما يُشار إليه بالبنان، وارتفع عدد متابعي صفحته على فيسبوك في أقل من أسبوعين إلى أكثر من مليوني متابع، وبات في بؤرة الضوء، باعتباره نجما عالميا يشاهده الناس في كافة أنحاء العالم.ولكن يبدو أن أمين كان شُعلة مواهب مُكبلة، وطاقة إبداع مُحتبسة، لديه قُدرة على الاجتهاد والتميّز لا حدود لها، غير أن موهبته وقدراته كانت في حاجة لمُحرك ضخم يتجاوز وسائل التحقق والتألق التقليدية، وجاءت نتفليكس، لتُمسك بذراعه وتصعد به نحو القمة دون حاجة لشلة داعمة أو علاقات إعلامية مساعدة، أو ضربة حظ أو مصادفة مثلما حدث مع الكثيرين في مصر.
لعبت التطورات التكنولوجية دورا مهما في بزوغ أمين، وتجاوزه الحدود المعتادة من النجاح في الوسط الفني المصري، لأنه تقدم من خلال أدوات العولمة إلى عشق عمره، وهو الفن، من خلال مقاطع فيديو خاصة كان يجتهد في تأليفها وأدائها وعرضها على يوتيوب، ولأنه وصل إلى العالمية عبر أدوات عولمية مثل نتفليكس، ولم يحز النجومية على مستوى محلي في مصر أو إقليمي في الوطن العربي فقط، وإنما تجاوز كل ذلك اتساقا مع فكرة أن العالم أصبح أصغر من القرية الصغيرة التي تعلمناها مبكرا. ولم يكن أمين في نجاحه شبيها بزملائه من نجوم الوسط الفني، فلا هو ابن ممثل أو مخرج كبير، ولا ينتمي إلى أسرة ثرية يُمكن أن تُساند ابنها الموهوب كي يحقق حلمه، إنما هو قادم من خارج أصول اللعبة وليس لديه من أدوات سوى موهبته وإخلاصه للفن.
30 ثانية
ولد في 11 يوليو سنة 1980 بدولة الكويت، حيث كان والده مثل الآلاف من المصريين العاملين في الخارج يعمل هناك طلبا لحياة أفضل لأسرته. ووسط محيط أسرة تحترم الفن والإبداع عشق التمثيل، وقرر بعد عودة الأسرة إلى القاهرة المشاركة في فرقة المسرح المدرسية. كان شقيقه الأكبر طالبا في كلية الفنون الجميلة، وكثيرا ما كان يصطحبه معه لمشاهدة طلبة الجامعة من الموهوبين وهم يؤدون أدوارهم، وبينهم بيومي فؤاد وماجد الكدواني، واستعانا به لاحقا للمشاركة في أداء أدوار كوميدية.
ربما كانت الميزة الواضحة في الفتى الصغير وقتها تكمن في قدرته على الإضحاك من خلال تعبيرات وجهه العفوية، وأسلوب حركته، وهيئته، ما دفع كثيرين إلى الالتفات إليه، ومتابعة موهبته التي تطورت بشكل كبير في مسرح الجامعة، ثم عقب تخرجه في كلية الفنون الجميلة. ورغم ذلك لم يجد الشاب النابه يدا ممدودة تسحبه إلى القمة التي ينشدها، خاصة أنه أطلّ في وقت أفول واضح لفن المسرح، الذي كان يعشقه ويعتبره أساس فن التمثيل. كانت له تجربة للمشاركة في مسرحية “مسافر ليل” مع الراحل خالد صالح، ونضال الشافعي، لكنها مُحبطة أكثر مما توقع، بسبب انصراف الجمهور عن المسرح، وقرر وقتها هجرة الفن ليعمل في الصحافة، تحديدا في صحافة الأطفال.
أبناء جيل الألفية الثالثة في مصر متعلقون بحكايات أحمد خالد توفيق، لأن قصصه كانت أكثر منطقية من غيره، ولهذا يرى الكثير من الشباب أنفسهم في شخوصه ويومياتهم
بدت الفرصة متاحة أمامه عندما علم أن الشركة السعودية للأبحاث تدرس إعادة إصدار مجلة “باسم” للأطفال، والتي سبق وتوقفت منتصف التسعينات، وتقدّم للعمل واختير بالفعل رئيسا لتحريرها ليلتقي بكتاب كبار ومشاهير يكتبون للأطفال والمراهقين، ويقدمون رسومات كرتونية مصاحبة للقصص ولهم جمهور عظيم، كان أبرزهم نبيل فاروق وأحمد خالد توفيق.
كانت تلك المحطة التي لجأ إليها هربا من انعدام الفرص الحقيقية في مجال التمثيل، وهي في حقيقة الأمر سبب مهم من أسباب نجاحه في مُسلسل “ما وراء الطبيعة” المأخوذ من سلسلة قصص للراحل أحمد خالد توفيق، ذلك لأنه تعرّف عليه من خلال المجلة، وصار من الأصدقاء المقربين له، على الرغم من فارق السن بينهما.

تربّى معظم أبناء جيل الألفية الثالثة في مصر على حكايات أحمد خالد توفيق، الذي اكتسب عن جدارة لقب عرّاب الشباب، لأن قصصه كانت أكثر منطقية من قصص نبيل فاروق، الذي قدم شخصية رجل المستحيل، ورأى الكثير من الشباب في شخوصه أنفسهم.
كان رفعت إسماعيل، الطبيب وأستاذ الجامعة، مهزوز الشخصية، وليس لديه هوايات سوى التدخين، والمفتقد للوسامة، وصاحب الحظ التعيس الذي يدفع به إلى مواقف غريبة، هي الأكثر تأثيرا في الجيل كله. انطبعت تلك الشخصية في ذهن أمين منذ تلك السنوات، وظلت ملاصقة له، تشد انتباهه، ويعيش انكساراتها وانتصاراتها، ويسعى في الكثير من الأحيان إلى تقليدها، وسكنت هذه الشخصية في رأسه زمنا طويلا، لتجد طريقها إلى الواقع بعد أكثر من خمسة عشر عاما على إيمانه بها.
قدم منذ أربعة أعوام برنامج “البلاتوه” على شاشة قناة “النهار” المصرية، وكان يتناول موضوعات مختلفة يغلب عليها الطابع الاجتماعي لتُكسبه جماهيرية أهلته في ما بعد إلى المشاركة في دور محدود في مسلسل “الوصية” مع أكرم حسني، وريم مصطفى، ومن إخراج خالد الحلفاوي.لا يغيب عنا أن صفة مواكبة العصر، والاستفادة من كافة أدواته، كانت لصيقة بشخصية أمين، الذي لم ينس حلمه، وإنما استفاد من ظهور منصات التواصل الاجتماعي، وانتشار يوتيوب، ما دفعه مرة أخرى إلى أن يقرر العودة للتمثيل مباشرة دون شركات إنتاج أو مخرجين أو فنيّين أو غيرهم. وبالفعل بدأ في تقديم فقرات تمثيلية قصيرة عبر يوتيوب حملت عنوان “30 ثانية” لاقت نجاحا كبيرا لم يتوقعه، ودفعته إلى نشر تمثيليات قصيرة متعددة ومتنوعة، كوميدية على منصة يوتيوب العالمية، ليتضاعف أعداد متابعيه مما دفع الكثير من الفضائيات للسعي إلى التعاقد معه لتقديم برامج فنية خفيفة.
كما شارك أيضا في فيلم “الكنز” بمونولوج ساخر، فضلا عن كتابته عدة قصص ومسلسلات كرتونية للأطفال، كل ذلك لم يصعد به إلى قمة النجومية التي كان ينتظرها، حتى فوجئ ذات يوم بالمخرج عمرو سلامة يسأله عن رأيه في شخصية رفعت إسماعيل، التي ابتكرها خالد توفيق وعشقها جيل كبير من القراء، فأخبره بأنه يعشقها وتعيش معه منذ الصغر، وطلب منه أن يقول على لسانه أيّا من عباراتها ففعل، واعتبرها المخرج بداية جيدة، وقرر بدء التدريبات والتحضير الكامل للشخصية في مسلسل “ما وراء الطبيعة”.

ابتكار الشخصية
الميزة الواضحة في أمين، منذ بداياته المبكرة، تكمن في قدرته على الإضحاك من خلال تعبيرات وجهه العفوية، وأسلوب حركته، وهيئته، ما دفع الكثيرين إلى الالتفات نحوه، ومتابعة موهبته التي تطورت بشكل كبير في مسرح الجامعة.
الميزة الواضحة في أمين، منذ بداياته المبكرة، تكمن في قدرته على الإضحاك من خلال تعبيرات وجهه العفوية، وأسلوب حركته، وهيئته، ما دفع الكثيرين إلى الالتفات نحوه، ومتابعة موهبته التي تطورت بشكل كبير في مسرح الجامعة.
القابلية أو الملاءمة وحدهما لا توصلان الفنان إلى شاطئ التألق، وإنما لا بد من الاجتهاد والعمل على الذات، هذا ما دفع أمين إلى أن يسعى للتحول تماما من شخصية الممثل، وكاتب القصص، والأقرب إلى الشخصية الكوميدية، إلى الشخصية الأكثر تعقيدا وهي شخصية إسماعيل،المضطرب، المتردد، شديد الذكاء، الفاشل اجتماعيا في آن واحد.
ومن هنا ركز على أن يكون غريبا، ولافتا، وكئيبا، ومتوترا، ليرتدي قميص الشخصية الأحب لتوفيق، والتي عاشت طويلا مع القراء. بالطبع، فإن الانتقال من تقديم شخصيات كوميدية إلى أخرى معقدة يستلزم تركيزا وتدريبا، لكن أمين كان كما تقول الناقدة الفنية ماجدة موريس “شخص موهوب قادر أولا على اختطاف المشاهدين، والتحول من الكوميدي إلى التراجيدي”، لافتة إلى أن الكوميديا أحد أصعب فنون التمثيل، ومَن يتقنها يمكن أن ينتقل منها إلى أدوار متنوعة.
الفرصة التي يعود إليها الفضل في انطلاقته كانت عندما علم أن الشركة السعودية للأبحاث تدرس إعادة إصدار مجلة {باسم} للأطفال، المتوقفة منذ منتصف التسعينات، وحينها اختير أمين رئيسا لتحريرها ليلتقي بكتاب معروفين يكتبون للأطفال، وفنانين يقدمون رسومات كرتونية ذات شعبية واسعة
يتمتع أمين بذكاء يدفعه نحو اللقطات المفيدة جماهيريا، والالتقاء مع مؤلف محبوب يحظى بمحبة جيل كامل من القراء، وروى في إحدى حواراته التلفزيونية أنه سافر إلى مدينة فلورنسا بإيطاليا، حيث يعيش شقيقه الفنان التشكيلي، الذي كان قريب الشبه من رفعت إسماعيل، في طريقة الحديث، وكثافة التدخين، والإيمان بذاته، وعكف على متابعة حركاته وتعبيراته، دون أن يخبره أنه يبحث عن رفعت إسماعيل فيه.
كان الفنان الموهوب، يدرك أنه أمام اختبار حياته، فربما هي فرصة لم تتح لممثلين كثر سبقوه في التحقق، لكن ظل تحققهم قاصرا على المستوى المحلي، ما دفعه إلى أن يبذل كل جهد لتقديم شخصية مُقنعة يقبلها كل مَن قرأ سلسلة “ما وراء الطبيعة” في حالتها الروائية السابقة. وجاء النجاح أعلى مما تصور الكثيرون، غير أن البعض رأى أن ذلك النجاح مرجعه الشعبية الجارفة لتوفيق، وصنيعته إسماعيل، وألمح إلى أن هذا النجاح لا يعكس بالضرورة موهبة فريدة لأمين. لكن الأمانة تقتضي أن الجمهور لم يكن ليحتفي بالعمل بالدرجة ذاتها التي حدثت لو كان أداؤه غير مقنع.
صحيح أن شعبية خالد توفيق لعبت دورا هاما في نجاح المسلسل، لكن أمين نفسه، باعتباره واحدا من قراء توفيق ومن المحبين لشخوصه منذ الصغر، كان الأقدر على تقمص الشخصية وغرسها غرسا في أذهان المشاهدين.
يمكن القول، إن مسلسل “ما وراء الطبيعة” وضع أحمد أمين أمام تحدّ صعب جدا، فخطوته القادمة محسوبة، ومطالب بإثبات عمق موهبته وتنوع قدراته في أعمال تمثيلية أخرى، لذا فإن عيون النقاد والمتابعين ستتركز على عمله القادم، لتقييم قدرته على تقديم شخصيات أخرى غير تلك التي عاش نصف عمره محبّا لها.
رابط المحتـوى
http://www.ina-iraq.net/content.php?id=78291
عدد المشـاهدات 1243   تاريخ الإضافـة 17/11/2020 - 10:47   آخـر تحديـث 28/03/2024 - 21:40   رقم المحتـوى 78291
 
محتـويات مشـابهة
غوتيريش يدعو من رفح المصرية إلى إنهاء الكابوس في غزة
انخفاض أسعار النفط في التعاملات العالمية المبكرة
بوتين: الحرب العالمية الثالثة "على بعد خطوة
الصحة العالمية تدعو إسرائيل للامتناع عن اجتياح رفح
ما السر وراء تزلّف رضا بهلوي لـ"إسرائيل"؟!
 
الرئيسية
عن الوكالة
أعلن معنا
خريطة الموقع
إتصل بنا