وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
الأم العراقية مثال للعطاء ولأجل عيون ولدها يهون كل شيء
في خضم الصراع الازلي بين (الكنة والعمة)، والارث الكبير من الأعداء وعدم
التوافق واستحالة التعايش السلمي بينهما... بين شحنة العاطفة الغريزية التي تمتلك
الام بان ابنها الذي حملته تسعه أشهر في بطنها وهو ملكها
وحدها لا ينازعها فيه أحد، وشعورها بأحقيتها في التمسك به، وان امر استقلال
ولدها عنها انما هي مؤامرة دبرت من قبل (كنتها) في ليلة ظلماء!! وبين ما يعتقده
اهل الزوجة بان استقلالية في السكن هي خط احمر وحق من حقوق ابنتهما لا يمكن
التنازل عنه.. بين حب تملك الوالدة لابنها وبين الغيرة القاتلة للزوجة، تبدأ
المشاكل تتفاقم.. وتشحن الأجواء.. وتلغي كافة المجاملات.. وتحمل لغة القال والقيل
بدلا من لغة التفاهم والمحبة.. يضاف لذلك إيقاع الحياة وما تفرضه على الزوج من
الامكانية المادية وغيرها والتي تحدد المستقر الأخير لهذه العائلة الصغيرة.
تحت هذه الظروف المتشنجة يبقى الزوج يدور في دوامة وصعوبة اتخاذ القرار
الذي يرضي جميع الأطراف.
تحقيقنا الصحفي هذا سيناقش الخيارات بين البقاء مع الاهل وخاصة ان كانت
الزوجة كابنتي صغيرة العمر وتحتاج الى المزيد من الخبرة في الحياة الزوجية، وهي ما
تتعلمه الان من عمتها والتي تعيش معها في ود ووئام، اما كوني والد لهذه البنت,
فقد اوصيتها ان تكون شد الرحال الى سكن مستقل؟ وهل ان السكن مع العائلة امر شائك؟
المواطن (الحاج حاتم كريم) صاحب محل لبيع الملابس الإسلامية
قال: (اعتقد بان سكن الزوجة مع اهل زوجها (عيالها) هو الأفضل، مطيعة لزوجها
وعمتها وان تتأقلم مع الحياة الجديدة التي فرضها عليها الزوج).
المواطن (أبو أمير) متعهد نقليات وسفريات،
قال ان (السكن المستقل هو الحل السحري والامثل الذي يجنبك المنغصات، وخاصة إذا
كان في العائلة عدد من الأطفال..
لدى بنت متزوجة تسكن مع زوجها في دار مستقلة بعد ان من عليها الله عليهم
بالتخلص من براثن الايجار الذي كان ينخر بجسد موردهم الشهري).
المواطن السيد (حيدر الكاظمي) متزوج منذ عامين، يقول (لا اتخيل الانفصال عن
اهلي في سكن اخر والابتعاد عن والدتي, فهم يحتاجونني وانا احتاجهم كذلك, خاصة وان
زوجتي موظفة. ومن الله هناك تفاهم وتفهم بين والدتي وزوجتي. لذا فانا لست مع السكن
المستقل وخاصة في بداية الحياة الزوجية).
المواطن محمد عبد الحسين ذكر ان الاستقلالية تساعد على نشوة جيل مستقر
نفسيا نتيجة للاستقرار الحاصل في العلاقات الاسرية.
المحامي علي مهدي ( بحكم عملي في المحاكم, تبين لي الاستقلالية في السكن
تمنع العديد من حالات الطلاق وتحصنه, وان السكن مع الاهل والمشاكل الناتجة عن
الاختلاط هي وراء حدوث معظم حالات الانفصال, كما ان الاستقلال في السكن لا يضعف
العلاقة بالأهل.. فلدي ولدان متزوجان احداهما يسكن معي والأخر يسكن في دار مستقلة،
اشعر بان الاخر في بحبوحة وفسحة نتيجة استقلاليته.
المواطن (السيد هاشم الموسوي) صاحب محل لبيع وتصليح الساعات.
يقول: (حبذا لو يستطيع الزوج ان يستقل ضمن نطاق اسرته الام، (ان يعزل) ليكون
قريبا من اهله وفي نفس الوقت يمنع الاختلاط، وان تعذر ذلك فالأفضل له ان يستقل في
سكناه). |