وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
فيصل سليم
كلما يحل علينا شهر رمضان المبارك نتذكر بعض
العادات الجميلة التي يمارسها الناس ومن ابرز هذه العادات والتقاليد هو مدفع
الإفطار هذا المدفع الذي ما ان (يضرب) حتى يعلن صورته عن اذان صلاة المغرب ومن ثم
إفطار الصائمين بعد ان اجهدهم الصبر والجوع والعطش وبعد ان ثبت الثواب ان شاء الله
ومن الجدير بالذكر ان الناس في العصور الإسلامية السابقة كانوا يعتمدون على غروب
الشمس حصرا فان تعذر ذلك بسبب حالة الطقس فانهم يعتمدون على فراغ الطبول او ما
شابه ليتبينه الناس كما يفعلوا في أوقات
السحور اذ (المسحراتي) وهو رجل من اهل الحارة ينذر نفسه تطوعا من اجل الاجر
والثواب لا يقاظ الصائمين وتلك عادة موفقة عند اهل بغداد بالذات اما مدفع الإفطار
ومن اين جاء وكيف فان اهل الرواية والاخبار يقولون ان هذا المدفع لم يكن موجودا من
ذي قبل حتى جاء العثمانيون فجاؤا به وأول استخدام له كان في إسطنبول عاصمتهم ثم عم
استخدامه في جميع انحاء البلاد الإسلامية ومدفع الإفطار يعتبر حالة جميلة ومتحضرة
ومقبولة لدى الجميع وهي لا تضر أحدا ولا تخدش مشاعر جماعة معينة وانما تدل على
حالة متقدمة من الوعي واحترام الاخرين ويحكى ان مدفع الإفطار عرفه العالم الإسلامي
في عهد محمد علي باشا الذي حكم مصر من 1805- 1848 وحكاية المدفع ان بعض الجنود
كانوا يقودون بالأعمال الاعتيادية في اليوم الأول من رمضان لصيانة المدفع على احد
اسوار القاهرة ولم يكن الجنود يعملون ان هناك حشوة داخل المدفع وعند صعود المؤذنين
على المأذن لرفع الاذان انطلقت تلك القذيفة فما كان من الناس الا لذهول وبينما كان
الجنود يحضرون انفسهم للعقاب في اليوم التالي قام مجموعة من رجال الدين بزيارة الوالي
وشكروه لهذا العمل في الإعلان عن موعد الإفطار فما كان من الولي الا ان عمم الفكرة
وعفا الجنود من العقاب |