وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
فيصل سليم
انتشرت ظاهرة التسول في المجتمع العراقي خاصة بعد أحداث 2003 وازداد عدد
المشمولين يوم بعد غد آخر بسبب تفشي ظاهرة البطالة وانعدام فرص العمل وإيقاف
المنشآت والمعامل الانتاجية عن العمل.
إضافة الى استسهال المتسولين لهذه الطريقة في كسب الأموال هذا الارتياد جعل
المتسولين لا يتواجدون في الشوارع الرئيسية والفرعية والتقاطعات المرورية ومرآب النقل
فحسب بل وصل بهم الى داخل دوائر الدولة وفي الأزقة والمقرات والتجمعات السياسة والمنظمات
الإنسانية ومقرات الأحزاب والفنادق الكبيرة وفي عيادات الأطباء الاختصاصيين.
فالمتسولون .... أصناف متنوعة منهم
من تدفعه الحاجة الماسة للمال نتيجة عدم وجود معيل هذا بالنسبة لكبار السن والمرضى
والمحتاجين والعجزة والثاني هم المحتالون والنصابون الذين استغلوا هذه العملية ووجدوا
فيها طريقا سهلا لجمع أموال طائلة، فتكونت جماعات مختلفة ومختصة ومافيات تضم أشخاصا
محترفين يستخدمون الأطفال والمعاقين في جميع الأماكن والتجمعات.
هذه الظاهرة ومن فترة ليست بقصيرة كان المفروض من الجهات ذات العلاقة العمل
على مواجهتها لما لها من تأثيرات سلبية على سمعة عراقنا الجديد وإيجاد الحلول
المناسبة والسريعة لها والقضاء عليها..
وقد استغربت كثيرا وأنا أشاهد عددا من المتسولين الذين افترشوا ساحة مستشفى
ابن الهيثم وهم يمدون أيديهم الى المراجعين.. بل الأدهى من هذا ما كان عليه البعض الآخر
من المتسولين الذين توزعوا بين المراجعين في الممرات ويمسكون بجلابيب الناس ولا
يغادروهم الا إذا قبضوا المعلوم....
والعجيب أن استعلامات المستشفى وعناصر الحماية قد تركوا لهؤلاء المتسولين
حرية الحركة والإساءة الى هذا الصرح الطبي وكذلك إيذاء الناس من المراجعين.. ولو
كانوا خارج أسوار المستشفى لهان الأمر.. أما داخلها وبين الممرات فهذا أمر مرفوض
تماما..
|