وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,, 

فريد هلال

في بابل، لم تكن المرايا للزينة، بل للمعرفة.

كان العاقل يحدّق فيها لا ليرى وجهه، بل ليفهمه.

فهي لا تعكس الملامح، بل النوايا، ولا تُظهر الجمال، بل الصدق.

تقول المرايا البابلية: “من أراد أن يرى غيره، فليبدأ برؤية نفسه.”

ولذلك، كانت تُعلّق في المعابد، لا في البيوت.

لأن رؤية الذات عبادة لا يجيدها كل أحد.

كل وجهٍ يمر أمامها، يترك فيها سؤالًا.

سؤال عن الغاية، عن النقاء، عن الخطوة القادمة.

فهي لا تحفظ الصور، بل تحفظ الأسرار،

وتعيدها إلى صاحبها حين يظن أنه نسي من يكون.

مرايا بابل لا تُظهر الماضي، بل تكشف الحاضر كما سيُرى غدًا.

ومن تجرّأ على النظر طويلًا فيها،

يدرك أن الإنسان لا يُختبر بما يظهر،

بل بما يعترف به في صمته.

ليست بابل مدينة فحسب،

بل حالة وعي…

فيها كل مرآة درس،

وكل انعكاسٍ بداية طريق نحو الحقيقة.

---

هل ترغب أن أضيف في نهايته خاتمة رمزية تربط بين مرايا بابل وواقع اليوم — كأن المرايا القديمة ما زالت تُطلّ من خلف الشاشات الحديثة، وتراقبنا بصمت؟