وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
فيصل سليم ,,
مشهد محزن ومؤلم يتكرر كل يوم انهم يجلسون ساعات وساعات على شكل جماعات او
شكل فردي والذي يقف منهم فانه حتما بيتكى
على عصا (مسحاته) ليعلن عن نفسه لأي عمل يوكل الية...
انهم رجال المساطر وان صح التعبير الذين لم يحصلوا على فرصة عمل في اول
النهار وسبب التأخير هو الامل... نعم الامل الذي من خلاله يقضي ساعاته عسى ان
تأتيه الفرصة حتى لو كانت متأخرة بعض الشيء فالعودة الى البيت والعائلة بانتظاره
دون ان يحصل على اجر فهي الخيبة والقلق والعوز معا وهذه مساطر العمال فيها من
الحكايات
والقصص والكوارث التي تدمي لها
القلوب وتدمع لأجلها العيون... واليكم بعضا منها... العامل (محمد مزعل) اود ان اسالك
كيف ترى العمل
العمل قليل والعمال يزدادون وعجلة الاعمار ما زالت متوقفة.
من المسؤول عن هذه البطالة بكل تأكيد الدولة... لو انها هيأة عملا للشباب
لما كان لهذا المسطر وجود من الأصل ولصار الواحد منا عملة نادرة.
والمعيشة كيف هي؟
باتجاه النازل ولكن الله معنا... فلقمة اليوم موجودة بان الله.
وبزاوية أخرى من المسطر الذي يزخر بالكثير من العمال... أحدهم يصيح... هل
عندك عمل هل تريد عمالا؟
فأجبته واي عمل تختص به انت؟
أي شيء فقط جربني.
وكم تتقاضى يوميا؟
من 15/25 عمله نادرة وفريدة. وعامل أخر... (سعد رزوقي) ماذا تعمل؟
أقوم بصب القالب.
وماذا تنتظر الساعة الان قاربت الثانية وعشرة ظهرا اكثر الأحيان يبدأ عملنا
في هذه الأوقات.
كيف؟
بعض الاشغال تختص بهذا الوقت... بهذا الوقت نطلب اجرا اعلى من الاجر في
الصباح لأننا بهذا الوقت نكون عملة فريدة ونادرة؟
مسطر دون واسطات الشاب جمال فاضل تجاوز عمره الثلاثين عاما اقترب منا حينما
سمع حديثا ورغب في التحدث الينا...
هل انت عامل؟
نعم انا عامل وخريج...
خريج وتعمل عامل تفليش؟
نعم... فأنا خريج كلية التربية.
لماذا انت هنا... المفروض ان تكون في مؤسسة تعليمية تليق بك وبشهادتك؟
ببساطة ليس لدي واسطة.
وأين هي التعيينات بدون واسطات؟
هل راجعت الوزارات والدوائر والشركات؟
نعم وقد مللت من ملى الاستمارات... والمسطر هنا يقبلنا دون واسطات او
رشاوي... فهو ملك
للجميع والزرق على الله.
جراح نفسية وعصبية... جليل عبد السادة...
يتطلع الينا وهو رجل مسن ويقول هل لي ان اشكي حالي عبركم؟
نعم فالصحافة منكم واليكم.
انا جندي سابق وقد خرجت بجراح نفسية وجسدية... فانا فاقد لعيني اليسرى فضلا
عن أني مصاب في جمجمة رأسي وانا المعيل لعائلة كبيرة تتكون من (12) فردا واعمل كعامل
بناء فيوم أجد فيه لقمة عيالي واخر اظل متحسرا عليها... وقد مللت من الشكوى أجد
معاناتي عبركم وأخيرا نقول: مع الأمانة من خلال قيامهم برمي النفايات في أي مكان
وعدم احترامهم للذوق العام.
وهكذا تبقى بغداد تعاني من اكوام القمامة التي غلطت على جماليتها وتعيش في
دوامة الاتهامات والمتبادلة بين المسؤولين عن نظافتها وبين مواطنيها... وأين
الحل... |