20/04/2024
الأخبار السياسية | الأخبار الأمنية | أخبار المحافظات | الأخبار العربية | الأخبار العالمية | أقوال الصحف العراقية | المقالات | تحليلات سياسية | تحقيقات | استطلاعات
عالم الرياضة | حوار خاص | الأخبار الثقافية والفنية | التقارير | معالم سياحية | المواطن والمسؤول | عالم المرأة | تراث وذاكرة | دراسات | الأخبار الاقتصادية
واحة الشعر | علوم و تكنولوجيا | كاريكاتير
وان الله مع الفقراء
وان الله مع الفقراء
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم

وكالة الأنباء العراقية المستقلة متابعة ,,, 

عندما وقف المؤرخ الإنكليزي ارنولد توينبي امام الحضارة الفرعونية أصابته الدهشة., لأن هذه الحضارة التي سبقت حضارات كثيرة وتفوقت عليها قد انقطعت فجأة منذ ما يقرب من خمسة وعشرين قرنا، فلا يوجد لها أي امتداد فيما تلا ذلك من عصور، وقد اعتبرها توينبي لذلك ظاهرة وحيدة.

لكن بعض الحضارات لا تموت، لان أصولها الجوهرية تمتد في المراحل المتعاقبة – وان بدا في الظاهر ان هناك اختلافا كبيرا بين امسها وحاضرها، ومن هذه الحضارات التي كتب لها الاستمرار لها الاستمرار الحضارة العربية التي تنحدر من صلبها، فنحن رغم كل اختلاف بيننا وبين العرب القدماء نحمل كل ما يحمله الوليد الصحيح النسب من سمات أصوله.

 وفي كل حضارة فكرة جوهرية تبرر قيامها واستمرارها، وحين قامت الحضارة الاوربية الحديثة كانت الفكرة التي تدفعها فكرة من طبيعتها تدل على صحة نسبها الى حضارة اليونان والرومان. هذه الفكرة هي الانسان الفرد في مواجهة الله والعالم.

لكن هذه الفكرة التي عبرت عنها التراجيديا الافريقية القديمة تطورت حتى اخذت شكلها الحديث المتكامل في العقلية الليبرالية التي حققت كل ما حققت من تطورات واسعة المدى في العالم.

وكل حضارة تتضمن أفكارا متعددة الا فكرة واحدة. لكن هناك فكرة بالذات تمد بمثابة الروح لكل حضارة. وقد عرفت الحضارة العربية أفكارا كثيرة.. فابن رشد قاد النزعة العقلية. وقاد الغزالي

النزعة الحدسية الصوفية. لكن كلا من هذه النزعات مرت بفترة

ازدهار ثم انحسرت.. بينما بقيت نزعة واحدة في المجتمع العربي تضطرم بالحيوية والحركة في الحياة العربية الإسلامية وتكفل لها الاستمرار والنمو. هذه هي النزعة الاجتماعية التي أدت الى

 ظهور عدد من الفرق الاجتماعية. التي أدت الى ظهور عدد الى الفراق الاجتماعى,  التي رفعت راية العدل الاجتماعي في العصور المتعاقبة وبشرت بمجتمع انساني لا ظلم فيه ولا استغلال .

وبديهي ان هذا الاتجاه الاشتراكي في الإسلام ليس هو بعينيه الاتجاه الاشتراكي الحديث. ان أي محولة للاستغناء بالتراث عن الفكر الاشتراكي الحديث لا تمت للعلم بصلة.. وكذلك أي محاولة

   للاستغناء بالفكر الاشتراكي الحديث عن تراثنا المعاصر في الفكر الاجتماعي لا تمت هي أيضا للعلم بصلة.

وهناك تيار فكري ينظر الى التاريخ على انه مجرد حلقات في التطور الاجتماعي وينظر الى الفكر على انه مجرد تعبير عن التطور الذي بلغته وسائل الانتاج المادية واساليبه في كل مرحلة. فهم يرون الفكر الاشتراكي بدء مع بداية عصر التصنيع تعبيرا عن الاسلوب الجماعي في الإنتاج ونقيضا لملكية وسائل الإنتاج ملكية فردية , فكل الاتجاهات الاشتراكية التي ظهرت قبل العصر الحديث  في نظر أصحاب هذا التيار لا تتضمن أية قيمة ثورية او علمية .. وهذه مسألة فيها نظر. فاذا كان صحيحا ان المجتمع يتقدم بتطور وسائل الإنتاج واساليبه. فليس صحيحا ان كل حلقة في تاريخ هذا المجتمع لقطعة عن الحلقات السابقة. ان التاريخ حلقات لكنه أيضا وحدة واتصال. وانما يحقق لتاريخ كل شعب وحدته واتصاله هذه الأفكار التي يهتدي اليها الانسان في سعيه للأمن والسعادة والسيطرة على الكون ولو لم تتسع لهو وسائله المحدودة ان يحققها.

وإذا كنا بصدد النزعة الاشتراكية في الإسلام فهي بعد ما ذكرنا واقع لا يمكن انكاره سواء في الفكر الإسلامي او في التاريخ الاجتماعي والسياسي للعرب والمسلمين.. لقد كانت فكرة العدل الاجتماعي وراء رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. كما كانت وراء عديد من الحركات السياسية الاخرى في العصور المختلفة حتى هذا العصر التي نعيش فيه.. فنحن نرى ان الاشتراكية تمثل حافزا من أكبر الحوافز للثورة العربية المعاصرة. بهذه الافكار يقدم الكاتب المعروف احمد عباس صالح لدراسته الهامة عن ((اليمين واليسار في الاسلام)) وكانت هذه الدراسة قد نشرت على هيئة سلسلة من المقالات في مجلة ((الكاتب)) قبل ثلاث سنوات فكانت لها صدى علمي وشعبي كبير. ثم صدرت اخيرا في كتاب عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت.

ونحن نرى ان المؤلف يرمي من دراسته الى غايتين في وقت واحد. فهو يحاول اثبات ان الحضارة العربية كما تبلورت في الإسلام ظلت الى الان حية متجددة.. والأخرى ان الثورة العربية الحديثة ليست منقولة ولا مستوردة. وانما هي باستمرار اصيل للثورة التي قادها الإسلام تندفع تحت ذات الراية التي رفعها النبي محمد. راية العدل الاجتماعي بعد ان تطور المجتمع العربي واتصل بالعالم. واغتنى التراث الإنساني بالفكر الاشتراكي الحديث وبالتجارب الاشتراكية المختلفة.

والحقيقة ان الدراسة في هكذا موضوع ليست سهلة. لان الدارس يصطدم اول ما يصطدم بالمراجع العربية ذاتها. او على الاصح بالمراجع العربية الشائعة. وهي مراجع مكتوبة من وجهة نظر رسمية.. اجتهدت في أن تقدم تاريخ المجتمع والسياسة والفكر من وجهة نظر الطبقات المعادية لفكرة العدل الاجتماعي وهي الطبقات التي قدر لها أن تنتصر وتحكم بالكفر والزندقة على الثوار المسلمين دعاة العدل والمساواة.

وأية دراسة للصراع بين اليمين واليسار في الإسلام لابد أن تبدأ بتحليل الواقع الاجتماعي والسياسي في مكة قبل الإسلام..

لكن التاريخ الإسلامي الرسمي لا يبرز هذا الجانب في مكة ابدا بل يخفيه ويصور مكة وبلاد العرب كلها قبل الإسلام وهي تخبط في ظلمات عصر غامض كل ما نعرفه عنه من خلال أكثر هذه المراجع انه كان عصرا وثنيا وشيطانيا يملأه الشر والظلام.

ولا شك ان العرب قبل الإسلام كانوا وثنيين مشركين يحيون في ظلال العزلة والتخلف. لكنهم مع ذلك كانت لهم ثقافة واقتصاد ونظام اجتماعي وحكومات ومدن وقوانين وعلاقات بالبلاد والحضارات المجاورة. وليس من المعقول أن تتحول القبائل العرب البدوية من الصورة التي كانت عليها – حسب التصور التقليدي – فتقيم أعظم امبراطورية في عصرها ما لم تكن الحياة العربية الجاهلية قد اختصر فيها الاستعداد لهذا التحول. ولا شك أن الإسلام قد فجر هذا الاستعداد وقدم للعرب الدور الذي يلائم استعدادهم. لكن الإسلام لم يكن يستطيع أن ينجح في هذا لو أنه قد هبط في الفراغ ولم يجد في الواقع استعدادا لتقبله. الا أن الإسلام لم يكن يستطيع أن يحقق النجاح الذي حققه خارج الجزيرة العربية ما لم يحمل الى الشعوب الأخرى عقيدة ترد عنها المظالم التي كانت قائمة. وبهذه العقيدة يحل محل عديد من الحضارات السابقة عليه في البلاد التي فتحها العرب والمسلمون وأورثوها دينهم ولغتهم وحضارتهم وانتمائهم القومي.
رابط المحتـوى
http://www.ina-iraq.net/content.php?id=96901
عدد المشـاهدات 278   تاريخ الإضافـة 17/05/2023 - 12:28   آخـر تحديـث 19/04/2024 - 23:16   رقم المحتـوى 96901
 
محتـويات مشـابهة
رئيس محكمة استئناف نينوى يلتقي رئيس ديوان اوقاف الديانات المسيحية والايزيدية والصابئة المندائية
النزاهة تضبطٍ ثلاثة مُتَّهمين يمارسون تعقيب المعاملات في مُديريَّة مرور الديوانيَّة
النزاهة: تنفيذ أمر قبض بحق مسؤول في ديوان محافظة واسط
صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 33686 شهيدا
التربية تعلن استرداد أكثر من 50 مليار دينار بعد القبض على مُهدري المال العام بالديوانية
 
الرئيسية
عن الوكالة
أعلن معنا
خريطة الموقع
إتصل بنا