وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
بقلم: فريد هلال ,,
صياحُ امرأةٍ شقَّ السماء، ولطمُ رجالٍ
خنقَ صمتَ الحيّ.
الأبواب لا تُفتح... بل تُقتَلع.
طرقٌ عنيفٌ كأنَّ الانفجار خلفه، لا
الطَرق.
لا أحد يملك وقتًا ليرتّب خوفه.
البيت المُتهالك الذي لم يعترف به
القانون،
كان وطنًا صغيرًا لقلوبٍ كبيرة.
في الواجهة، يقف هو.
جنديٌّ عراقي، يحرس الحدود في المساء،
ويهدم البيوت في الصباح.
يحمل أمر إزالة، وسلاحًا لا يشبه
معركته.
وجهه مخفيٌّ خلف خوذة،
لكن عينيه تقولان ما لا يستطيع صوته أن
ينطق به.
"عذرًا... البيت متجاوز."
جملة واحدة، ينطقها دون أن ينظر في عين
أحد.
كأنه يختبئ من وجه أمه، من ملامح طفلٍ
يشبه ابنه،
من جدرانٍ تشبه التي كبرت معها روحه.
رَكضَ طفلٌ ليحمل دفتره قبل أن يُسحق،
وصاحت الأم: "وين نروح؟ هذا
بيتنا..."
ولم يُجب.
صمتَ الجندي، ولطمَ الأب، وارتجفت
الجدران...
ثم سقط أول حجر.
ربما كان القانون فوق الجميع،
لكن الضمير حين يتألم... لا يأخذ الإذن
من أحد |