وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
بقلم فريد هلال ,,
يُقال إن
القلب إذا أحبَّ نطق،
لكنني رأيت
قلوبًا تنزف حبًّا ولا تُفصح،
تكتفي بالصمت
لأنها خافت أن تُكذَّب،
أولأنها
أيقنت أن اللغة أضعف من الشعور.
فهل يكفي أن
نقول "أحبك" في داخلنا؟
أن نهدي النبض
دون الحروف،
أن نزرع الودّ
في النظرات،
ونكتفي بأن
يفهمنا من نحب من دون أن نُفصح؟
ربما الكلمة
لا تصنع حبًّا،
لكنها تُطمئن
قلبًا قَلِقًا ينتظر الدليل،
فالحروفُ —
وإن كانت بسيطة — تُشعل نارًا في برد الصمت،
تُعيد الحياة
لروحٍ تاهت بين الشكّ والرجاء.
ومع ذلك...
تبقى بعض
القلوب أوفى من اللسان،
تُحبّ بصدقٍ
دون أن تنطق،
تُقدّس الشعور
فلا تُدنِّسه بالتكرار،
تكتفي بأن
يحبّها الله شاهدًا،
وأن تعرفها
السماءُ دون إعلان.
الحبّ الصادق
لا يحتاج إلى جمهور،
ولا يُقاس
بعدد الكلمات،
إنه صلاةٌ في
قلبٍ خاشع،
وهمسٌ في ليلٍ
لا يسمعه سوى الله.
فيا من أحببتَ
ولم تقل،
لا تظنّ أنك
قصّرت،
فربّ شعورٍ
صامتٍ أصدق من قصيدةٍ تُقال،
وربّ قلبٍ
واحدٍ في صمته أقوى من ألف لسانٍ في ادّعائه.
🕊 فريد هلال |