وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,,
فيصل سليم ,,
قطعا لا يعنينا ديمقراطية أمريكا وانفتاحها
الأهوج الا بمقدار ما ننفتح من خلالها على العالم بصيغنا وترابطنا ومفهومنا العراقي
لها.. دون أن نعرج على فوهات البلادة لتوقعنا بحفر قد اعدت تماما لإيقاعنا فيها..
سيأتي من يرد علي ... وهل في ديمقراطية أكبر دولة ما يعيب عليها ممارسة هذه
الكلمة.. اجيب عليه نعم.. وكل ما جاءت به أمريكا لم يلائمنا أصلا وشكلا ... فقد
بدأنا الانبطاح منذ أول يوم للاحتلال وتصدر مجموعة الأحزاب الإسلامية الحكم حين
فتحت الباب عريضا أمام حكمها الذي هو في الأساس لا إسلامي.. ولا ديموقراطي.. حكم
فيه العجب العجاب من الاحتيال.. والنهب.. والوساطات.. والتزوير.. من هنا بدأنا
الانبطاح ممارسة وجهدا حيث لا ينفع معه مال وبنون الا لمن جاء بكامل بخته وحظه كالحكام
الذين مارسوا علينا رياضة الانبطاح بالكامل خلافا لقانون الرياضة المعروف في
بلادنا ومارسنا أفرادا وجماعات سياسة الانبطاح رغم انوفنا لأنه شكل آخر للسياسة في
العراق ما عدا الانبطاح بعد أن طبقها حكام بلادنا ((الاشاوس)) وبهذه الرياضة طار
منا ((الخيط والعصفور)) اذ تبخر عندنا مفهوم الصناعة.. والزراعة.. والتخطيط..
والعمران.. والإسكان.. فأصبحنا و ((الحمد لله)) بعيدين عن كل شيء يمت لبلد خرج توا
من عهد الدكتاتور الى بلد التكاتك.. وعربات النقل بالحصان وبسطيات لا أول لها ولا
آخر.. وتحول أهم شارع في العراق وهو شارع الرشيد الذي تغنى به الشارع الصعلوك حسين
مردان الى مرتع للنفايات وسوق الجملة حتى ان الشاعر الكبير معروف الرصافي أصبح
ينظر الينا صافنا ويده في جيبه حين تحول أسفل التمثال الى موقع بيع وشراء البضاعة
ومساومات رخيصة بين هذا وذاك ...
وما بين الانفتاح الذي كان ينشده العراق
كمفهوم للسياسة الإصلاحية.. والانبطاح الذي دخلنا عليه دورة لفترة ثلاثة وعشرون
عاما.. حتى تعلمناه دروسا اجبارية وتخرجنا منه تلاميذ بلداء نقوم بالانبطاح دون
نسيان الدروس الاجبارية التي أجلنا عليها أصحاب العمائم حينما كان لهم الشورى
والرأي.
وأنا أكتب مقالي هذا تذكرت حديث العلامة
التأريخي الدكتور حسين أمين قال وهو يرى الخراب المدمر لعاصمتنا الحبيبة بغداد))
أنا لا أقبل
لبغداد أن تخدش ولو خدش بسيط.. كيف أسمح بهذا التدمير الذي أبدل وجهها.. كيف))
ويكفي وصفا نكرا لجمال بغداد وهيبتها وأناقتها بأن تتحول الى مومياء.. والعراق الى
معسكر مهجور من معسكرات جيش خسر الحرب.. |