وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,, ايمان السوداني ’’
تعد الخياطة من اقدم المهن التي ارتبطت
بالمرأة فهي ليست مجرد حرفة يدوية بل فن يعكس الصبر والذوق والابداع وقد كان
للمرأة العراقية دورآ بارز في هذا المجال اذا استطاعت عبر السنيين ان تجعل من
الخياطة وسيلة للرزق والتعبير عن الهوية والحفاظ على التراث الى جانب خدمة
المجتمع.
تميزت المرأة العراقية بمهارتها في
خياطة الملابس التقليدية والحديثة فحافظت على الازياء التراثية واضافت اليها لمسات
عصرية جميلة. ولم تكن تعمل بمفردها بل وقفت الى جانبها معاوناتها من النساء حيث
ساد التعاون وتبادل الخيرات.
وتحولت ورش الخياطة الى اماكن للتعلم
والعمل وبناء الروابط الانسانية.
ورغم هذا الابداع لم يكن طريق المرأة
سهلا فقط واجهت معاناة كبيرة بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة كثير من
النساء دخلن مجال الخياطة بدافع الحاجة بعد ان وجدن انفسهن مسؤولات عن اعالة اسرهن
او مساعدة عوائلهن. وتحملت المرأة اعباء مضاعفة فكانت تعمل لساعات طويلة بين
الخياطة وشؤون المنزل وتربية الابناء وسط قلة الدعم ونظرة المجتمع احيانآ
كما واجهت صعوبات في توفير الادوات
والخامات لكنها لم تستسلم بل جعلت من الصبر سلاحآ ومن التعب طريقآ للنجاح ومع مرور
الوقت وبفضل الاصرار والتعلم استطاعات المرأة ان تطور مهاراتها وتحول المعاناة الى
انجاز فبدأت بخياطة بسيطة داخل المنزل ثم وصلت الى امتلاك مشاغل صغيرة او تعليم
نساء اخريات هذه الحرفة . وهكذا وصلت المرأة العراقية والنساء عامة الى مكانتهن
اليوم بقضل الكفاح والعمل الشريف فأثبتن ان المعاناة ليست نهاية الطريق بل بدايته
وان الخيط والابره لم يكونا رمزآ للتعب فقط بل رمزآ للقوة والاعتماد على النفس
وتحقيق الذات.
فستبقى الخياطة شاهدآ حيا على قصة
امرأة نسجت من الصبرل املآ ومن المعاناة نجاح يحتذى به,,,,,,,,, |