وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
فيصل سليم ,,,
ويبقى الزمن الجميل... زمانا يلصق مثل الليرة...نقي بأهله.. طيب في
عاداته... حلو المعشر... زمن الباصات الحمراء ذات الطابقين... والعشرة فلوس...كل
شيء تغير... كل شيء أصبح معلبا في صفائح الحقد والكراهية... واتحدث هنا عن
الناس...
ما تحول فيهم...نتكلم عن الحياة قليلا الماء الذي جعل الله منه كل شيء
حي... جاءت مثل فاكه منخورة فأصبحت من حولها الصالح من الأشياء...
ويقولون الزمن... ذاك الذي اذهب عنه الله نرجسي العلاقات العنكبوتية...
واحاطه بسور العزلة والحزن... والآهات... هذا الزمن الذي جاءنا ولا تعرف كيف جاء
بغفلة منا وارتكب بحقنا المظالم...
اضعنا... أحنه اللي امنا للزمان أحنه
وأحنا أحنا اللي خذ منا الأمان وجرحنه
أحنا أحنا... أحنا اللي طاوعنا أحنه وعمره في يوم ما ريحنا...
أي زمان غير الزمن الجميل... الذي سلمناه مقادير أمورنا... أي حجة جاء بها
الينا ليوقعنا في شباكه وينحرف بنا الى حيث ما نحن فيه وعليه... أي زمان هذا الذي
نعيشه... بينما كنا نعيش فرحين... زمن ((القرديلات)) البيضاء والتي تزين شعر
الفتيات... والبناطير الجارلس... والكعب العالي... والشعر الطويل... الى جانب الجراوية...
والمقاهي العتيدة ذات السحت الأهلية والشهيرة بشبابها السنكل... والاراكيل
التراثية...
أي زمن تأمر على زماننا الجميل ذاك وكشر عن نياته السوداء ليوقع الطيبة في
حبائله... ويغسل الحنان في القلوب... ويضع حاجزا بينك وبين جارك... ويقطع خيط
تواصل صباح الخير...
زماننا الجميل الذي فر هاربا بجلده كي يترك لنا زمننا رثا لهيئات بشرية
تشحذ سكاكين غدرها وتضعها على رقابنا...
أين زمن مخملية الصوت نجاة الصغيرة... وفيروز وعبد الحليم حافظ... وهيبته
وشجيرتها اليانعة.. وعبد الجبار الدراجي... ووحيدة خليل... ويوسف عمر... وعلمتني
شلون أحبك ممكن تعلمني اسه.
وصورتلي الجنة قربك عيني ما شافته لسه زمن التلاميذ الصغار بقمصانهم البيض
وهم يشاركون صباحتانا الجميلة بضحكاتهم البريئة زمن وقفة العلم يوم الخميس
والانتماء للوطن الواحد... وترديد النشيد الوطني |